QQ وانسجاماً مع هذه الرؤى ستحاول هذه الدراسة تتبع العلاقة الجدلية بين أفق التوقع ما يتضمنه النص)، وأفق التجربة ما يفترضه المتلقي)، بالإضافة إلى فتح حوار بين الماضي والحاضر من خلال منظور التلقي وآلياته. كما تتجه الدراسة إلى إقامة "حوار بين زمنين متباعدين زمن النص أو التاريخ الذي أنتج فيه، وزمن المتلقي أي الحاضر الذي ينتمي إليه . (1) وبهذا يسعى إلى تحقيق التواصل التاريخي الذي يجعل التراث مألوفاً في الحاضر. أما من حيث هيكلة البحث فقد جاء في أربعة فصول بعد التمهيد: ففي التمهيد تم إيجاز حياة زهير وبيئته وشاعريته وموقعه بين أقرانه وتوجهاته الفكرية والاجتماعية التي بدت جلية في معظم قصائده. وتم في الوقت ذاته استعراض مفهوم التلقي والتأويل من حيث النشأة والامتداد، أما الفصل الأول فاستعرضت الدراسة تلقي الآخر لشعر زهير، ثم تلقي المحدثين، وظهر في هذا الفصل مكانة الشاعر بين أقرانه، وموقف القدماء منه والمحدثين ومن شاعريته. أما الفصل الثالث فقد استعرض فيه الباحث أدوات البناء الشعري؛ الصورة،