قصــــة سندريلا رحلت عنها والدتها منذ زمن بعيد كانت حينها لاتزال طفلة صغيرة؛ قام والدها بتربيتها والعمل على رعايتها، دللها كثيرا في محاولة منه لتعويضها عن فقدها حنان والدتها الراحلة عن الحياة. كانت طبيعة عمله تتطلب منه دوما الترحال والسفر بعيدا عن البلاد، كان والدها حنونا للغاية، زواج والد سندريلا وبداية تغيير حياتها: كان لوالد سندريلا صديق وقد توفي أثناء سفره، وترك ذلك الرجل زوجته وابنتيه، فكانت دوما تعشق السهرات وتقيم الحفلات بشكل مستمر، وفاة والد سندريلا: وظهرت نوايا زوجته الشريرة والتي كانت من اللحظة الأولى تغار من مدى جمال وطيبة قلبها، تنكرت لها زوجة أبيها فسلبت منها غرفة نومها وأعطتها لابنتيها، وكان خبر وفاة موتها بالصدمة التي قصمت ظهرها، وبات الأمر واقتصر في النهاية على سندريلا، وأكثر ما كان يجعلها في شقاء معاملة زوجة والدها وابنتيها، كن لا يدعنها تجلس معهن على طاولة الطعام، فتأكل بقايا طعامهن، تذهب للسوق تشتري الخضروات والطعام وتقوم بتنظيف المنزل، تغسل الملابس وتقوم بكيها وترتيبها، علاوة على كونها بالكاد تتمكن يومياً من الانتهاء من طلباتهن التي لا تنتهي على الإطلاق. حفل الأمير: وبيوم من الأيام بينما كانت “سندريلا” بالسوق سمعت دعوى من الأمير بدعوة كل فتاة يافعة مقبلة على الزواج لحفل ضخم بالقصر، وأن الدعوة قاصرة على جميع الفتيات بلا استثناء. عادت للمنزل وأخبرت زوجة أبيها وابنتيها، طلبت من سندريلا الذهاب للخياط وتجهيز ثلاثة أثواب لها ولابنتيها، وعندما سألتها سندريلا: “ألن تعدي ثوبا لأجلي؟!” سندريلا: “ألن أذهب معكن الحفل؟!” شعرت “سندريلا” بقدر كبير من الفرح، اجتهدت في أعمالها المنزلية وكانت بكل يوم تحاول التعديل من ثوب والدتها المتوفاة، وبيوم الحفل منذ الصباح حاولت زوجة أبيها جاهدة لتعيق سندريلا عن إنهاء كل واجباتها قبل موعد الحفل، ولكن الفتاة بإصرارها استطاعت إنهاء كل مهامها، حزنت “سندريلا” كثيرا وضاق صدرها وشرعت في بكاء مرير. وعندما اقتربت منها لتتفقد أمرها وجدتها تطلب منها شيئا تأكله أو تشربه حيث أنها تضور جوعاً. وبكل طيبة قلب أحضرت “سندريلا” كثيرا من الحليب وقطعة خبز للعجوز، وتحولت لحقيقتها، وبلمسة واحدة من عصاها السحرية حولت يقطينة بالحديقة لعربة ذهبية، كما قامت بتحويل أربعة فئران إلى أحصنة بيضاء اللون، ولوحت بعصاها لتطرأ تغيرات على “سندريلا” فتظهر مرتدية ثوبا أفخم من أثواب الأميرات، وتتحلى بالمجوهرات التي تضفي على جمالها جمالاً. الفتاة الجميلة وخطف أنظار الأمير: وما إن وصلت للحفل حتى جذبت انتباه كل الموجودين به، كادت زوجة الأب يجن عقلها تريد معرفة هوية الفتاة الجميلة التي بمجرد حضورها خطفت أنظار الأمير، وأثناء ركضها على السلالم سقط من قدمها حذائها، حاولت العودة لالتقاطه ولكنها رأت الأمير فتركته وركضت لتصبح بالعربة، وعلى الفور أسرعت العربة بها خراج أسوار القصر الملكي. لقد سرقت عليه لب قلبه، لقد لاحظ كل من بالقصر وأولهم الملك مدى حب الأمير لتلك الفتاة الجميلة، والكل كان يسأل عنها بطريقته، ولكن ولا معلومة واحدة عنها. تم الإعلان في جميع أنحاء البلاد أن على صاحبة الحذاء الإفصاح عن نفسها، سمعت “سندريلا” الإعلان ولكنها كانت توقن بداخلها أنه لن يتعرف عليها حتى إن ذهبت، فالفتاة التي رقصت معه تختلف كليا عنها. انتظروا بالقصر كثيرا ولكن الفتاة لم تفصح عن حقيقتها، لذلك صدر قرار آخر بأنه سيتم الذهاب لكل المنازل، وإجبار كل فتاة على قياس الحذاء، ولكن الأمل يذهب سدى بمجرد أن تضع الفتاة منهن قدمها بالحذاء، إنه حذاء سحري مصنوع خصيصاً لفتاة واحدة تدعى “سندريلا”. وكان الدور على منزل “سندريلا” أمرتها زوجة أبيها بألا تخرج من العلية مهما حدث لتمكن ابنتيها من الفوز بفرصة أن تصبح إحداهما زوجة الأمير، كانت الفتاة ودودة ومطيعة للغاية ولا ترفض لزوجة أبيها أمر، أيهما ترتدي الحذاء أولا وتفوز بقلب الأمير والزواج به. فلم يبدوا لهم أي احترام، صرخت والدتهما في وجههما فصمتتا وشرعتا في ارتداء الحذاء، وأحبطن جميعا فالحذاء لم يناسب أي منهما. سأل رجال الملك عن وجود فتاة أخرى بالمنزل غير ابنتيها، فأجابت بالنفي، وعندما سألوها متيقنين عن مكان الفتاة ابنة زوجها الراحل، أخبرتهم بأن منزلها ليس به سوى الفتاة لخادمة التي تقوم بالأعمال المنزلية، واستبعدت أمامهم كل الاستبعاد ذهابها للحفل الملكي أو حتى امتلاكها لحذاء مثله. وما إن انصرفوا مبتعدين عن المنزل، فتحت الفئران النافذة حيث كانت تجلس سندريلا حزينة تغني لتتماسك وتعطي نفسها القوة لاستكمال حياتها القاسية برفقة زوجة أبيها وابنتيها، وأخبرها بأنها لو لم تتعاون معهم بهذا تكون خيانة عظمى لملك البلاد. بحث رجال الملك ووجدوا سندريلا بالعلوية تبكي حزنا، وعندما نزلت معهم طلب منها كبيرهم أن تقيس الحذاء ربما يأتي مقاسها، ولكن زوجة أبيها نظرت إليه بتهديد ووعيد. خافت سندريلا من العقاب فقالت: “ولكني لم أذهب للحفل، وتجربتي للحذاء إنما هي مضيعة للوقت”. رأى رجل الملك الأول مدى الطيبة بقلبها والصدق بقولها، ورأى منها ما لم يره في كل الفتيات التي مر بهن طوال رحلته التي دامت لأيام لمعرفة صاحبة الحذاء، والوحيدة التي استطاعت أن تسلب قلب الأمير. أمرها بهذه المرة أن ترتديه تنفيذاً لأوامر الملك،