واستمرت هذه الحرب مدة عشر سنوات (806-816هـ/ 1403-1413م)، ولم تنته إلاّ بعد أن وحد الأمير محمد جلبي بن بايزيد أطراف الدولة، وحمل لقب السلطان محمد الأول. وأسدى السلطان محمد الأول، إلى الدولة خدمة جليلة؛ وعمل على تنظيم الدولة، ليتابعوا سياسة التوسع الإقليمي من جديد، كما شنّ الغارات المتوالية على بلاد أردل والمجر، وقد أدت تلك الغارات إلى دخول الإقطاعيين، ثم رجع السلطان محمد الأول إلى الأناضول. بعد أن قضى على إمارتهم. انتقلت الدولة العثمانية إلى مرحلة جديدة، بعد فترة حكم السلطان محمد الأول، اتسمت بالحفاظ على توحيد أراضي الدولة، ومن ثم تصفيتها لصالح الدولة العثمانية. والعمل على إيجاد توازن بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية في الأناضول. حتى تكون أملاك الدولة متصلة، غير أنه قبل أن يفتحها أراد أن يحصن البوسفور، بدأ السلطان محمد الفاتح بتنفيذ خططه العسكرية، التي أصبحت عاصمة للدولة العثمانية إلى سقوطها في عام 1342هـ (1922م). شنها السلطان محمد الفاتح على بلاد الصرب، توجه السلطان محمد الفاتح، التي سعت للاجتماع تحت راية أوزون حسن، بل دس السم له مقابل مبلغ مالي من السلطان بايزيد. الذي كان وجود الأمير جم بيد البابا في أوروبا قد جعله يتريث قليلاً فيما يزمع القيام به من فتوح. إلاّ أن وفاته عام 890هـ (1495م)، أعادت الحماسة إلى الفتوح في سياسة السلطان بايزيد الخارجية. ومن جهة أخرى وجه السلطان بايزيد كل همه لإنشاء المباني العامة من مساجد، نجح بايزيد من جهة ثالثة في صد غارات البولنديين الذين حاولوا غزو مولدافيا، ثم أتم الاستيلاء على إقليم البوسنة، وعقد صلحاً مع المجر واتفق معهم على هدنة لمدة سبع سنوات. فنعمت البلاد في عهده بفترة من السلم والهدوء. ثانياً: توسع الدولة العثمانية وازدهارها 1. ضم البلاد العربية استفحل أمر الدولة الصفوية، وكان ذلك يحمل في طياته خطراً كبيراً على الدولة العثمانية، الذي جعل من التشيع سياسة لدولته ومذهباً لها، توغل الجيش العثماني بعدها في إيران حتى وصل إلى تبريز. توجّه السلطان سليم الثاني إلى سوريا، ووقعت بينه وبين الغوري المملوكي معركة، وضُمت الأراضي السورية إلى الدولة العثمانية. ثم توجه السلطان سليم إلى القاهرة، وجعل البحر الأحمر بحيرة إسلامية. مسألة انتقال الخلافة إلى العثمانيين غير أن هناك من الباحثين من يذكر أن الخلافة انتقلت إلى العثمانيين عندما تنازل عنها الخليفة المتوكل العباسي، في احتفال أقيم بهذه المناسبة. ومن ذلك التاريخ صار كل سلطان عثماني أميراً للمؤمنين، وأصبح استخدام العثمانيين لهذا اللقب الديني يعني المسؤولية عن الأماكن المقدسة وعن حماية العالم الإسلامي، وتعلق سلاطين الدولة العثمانية بلقب الخلافة في تلك العصور، وقيل إنه كان يستعد لملاقاة الحملة الصليبية البحرية. إذ وافته المنية قبل أن يصل إلى أدرنة، وذلك عام 927هـ (1520م). لما انتقل الحكم إلى ابنه السلطان سليمان القانوني، التي ظلت ولاية عثمانية لمدة مائة وأربعين عاماً. سار السلطان سليمان القانوني من فتح إلى فتح، التي كانت تقوم بها السفن البرتغالية، واصل العثمانيون جهادهم في غربي البحر المتوسط ضد الصليبيين. الممتدة من تونس إلى المغرب، قد زاد العثمانيين في البحر الأبيض قوة على قوة. حيث استولى القائد البحري خير الدين بارباروس، وتونس، أقام السلطان سليمان القانوني، التي لم يتسن لغيره السيطرة عليها، سواء في الشرق أو في الغرب. عام 979هـ (20 مايو 1571م). في البحر المتوسط. والانتشار. أو يتوازن في بعض المراحل لقوة شخصية بعض الخلفاء أو لهمة حاشيتهم، واضطرت، فيما عُرف، في تاريخ الدولة العثمانية، مما أدى إلى بروز سطوة الحريم، والعجز عن مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، 1. عوامل الضعف في الدولة العثمانية أصيبت الدولة العثمانية بعدة عوامل ضعف أثرت على مسيرتها وتقدمها. إلاّ أنها لم تكن مؤثرة في الدولة بقدر المؤثرات الداخلية. يمكن إيجاز تلك العوامل الداخلية على النحو الآتي: أ. البعد عن منهج الإسلام الأصيل وجوهر الإيمان. والفجور. 4) ثم رأس جميع الأسباب، سيطرة العقلية العسكرية، والاختلاس، يتدخلون في شؤون الدولة الداخلية، ونجم عن ذلك خروج الرعايا عن أوامر الدولة.