العصر العباسي الطور الأول (132 هـ - 134 هـ ) التمهيد: سقطت الدولة الأموية سنة 132هـ وانتقلت الخلافة إلى بني العباس والخلوا بغداد عاصمة للدولة الجديدة ، واستمرت الخلافة العباسية حتى سقطت على يد المعول سنة 656هـ. وينقسم العصر العباسي إلى طـورين : الطور الأول : 132 هـ / 334هـ والطور الثاني : 656/334 موجز في تاريخ العصر العباسي الأول : ( 132هـ / 334 هـ ) أ) الحالة السياسية : لقد كان لقيام الدولة العباسية من الناحية السياسية ظروف وأوضاع خاصة كانت لها آثار بالغة على الحياة الأدبية والفكرية، ومن أبرز هذه الآثار مايلي : 1- الصراع على الخلافة واختلاف وجهات النظر حول أحقية العباسيين في الخلافة ، على خلاف الفرس الذين كانوا مؤيدين ومساندين للدولة الجديدة. مما ادى بالعباسيين إلى تقريبهم والرفع من شأنهم فأصبح منهم الوزراء والحجاب والكتاب وقادة الجيش إلى درجة أن السيادة العربية ضعفت وتعلمى ظل الحكم العربي الشيء الذي أثار غضب العرب وملا نفوسهم سخطا. 4 - ظهور الدويلات المستقلة في أواخر هـذا الطور نتيجة ضعف الخلافة العباسية وزوال هيبتها على يد المماليك الأتراك. يضاف إلى ذلك سوء الأحوال وانتشار الفوضى مما أدى إلى استقلال العديد من الأقاليم والولايات من العاصمة العباسية ونذكر من هذه الدويلات المستقلة : الدولة الساسانية ، الدولة الحمدانية ، الدولة البويهية . ب ) الحالة الاجتماعية لقد كان للظواهر الاجتماعية علاقة وثيقة بالضروف السياسية والالمامات الفكرية ومن هذه الظواهر الاجتماعية التي نشأت وتطورت وبروت آثارها في العصر العباسي : 1 - مساواة الإسلام بين البشر فامتزج العرب بغيرهم من الشعوب الأخرى عن طريق الأنساب والتزاوج، فأقبلت تلك الشعوب على اللغة العربية دراسة وإجادة حتى سبعت فيها وعن هذا الاختلاط ظهر جيل جديد له خصائص وصفات ونفسيات جديدة يحمل صفات الدم العربي وغيره من الأجناس الأخرى وقد اطلق عليه اسم « المولدين »". 2 - تأثير العرب بحضارة البلدان المفتوحة في كثير من جوانبها وكان أكبر التأثير بالطابع الفارسي بالعادات والتقاليد الفارسية لأن حضارتهم كانت أقـوى الحضارات، كما كانوا القوة الداعمة لقيام الدولة العباسية،