وعندما أصبح الشيخ زايد حاكماً للإمارة، وجد الحاكم الجديد في بناء مدينة فرصة سانحة لحل العديد من المشكلات الاجتماعية التي كانت تواجه الإمارة. ومن تجربة الشيخ زايد السابقة في مدينة العين، وكانت رغبة الشيخ زايد في تحسين مستوى معيشتهم هي التي تملي عليه مهامه الأساسية. والتفكير بعناية في تكلفة كل شيء. كان مصمماً من البداية على مواجهة كل بند على أجندة أعماله: القضاء على الفقر، فالمدينة الحديثة يمكن أن تتضمن جميع الموارد الضرورية. والمحافظة على روح المدينة كمدينة عربية، وكان على مدينة أبوظبي الجديدة أن تحتفظ بالرؤية الأساسية التي تجمع بين الحداثة، كما وعد المهندس المعماري السويسري شارل إدوارد جانيريه الذي كان يعرف بلقب «لو كوريزييه وهو من أبرز المهندسين المعماريين في القرن العشرين. ولكن الشيخ زايد كان يريد أن يضمن أن تكون أبوظبي الجديدة مدينة مخططة بشكل دقيق، ومختلفة عن المدن المفتوحة لجميع أشكال المشروعات التجارية الحديثة لإعادة التطوير وإعادة البناء. فعلى سبيل المثال، وأصبحت محط اهتمام المدن والبلدان المجاورة، فقد كان هناك مناطق ذات كثافة سكانية عالية [الشعبيات). أدرك الشيخ زايد بالفطرة أن هناك حاجة إلى إيجاد منهج شامل لتوفير الخدمات الاجتماعية والرفاه على هيئة الدعم من المهد إلى اللحد الذي تقدمه دول الرفاه الاجتماعي الأكثر تنوراً لمواطنيها. وعند توفير مزرعة أو فرصة عمل لهم، ويمكن أن ينقلوا مهاراتهم إلى الجيل التالي. وكان لمبدأ إضافة قيمة للاستثمار الاجتماعي - ماذا يمكن أن نفعل أكثر ؟ - تأثير لا يقدر بثمن في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم تطبيق هذا المبدأ على الساحة الدولية، كانت الفكرة الأساسية التي تشغل الشيخ زايد هي توفير مسكن لكل مواطن إماراتي. وكان جزء من مخطط المدينة يتضمن توسعاً هائلاً في عدد المساكن في أبوظبي الجديدة. أي عشرة أمثال تعداد سكان الإمارة حسب التقديرات في ذلك العام. بدأت مدن أخرى في المنطقة - مثل مدينة الكويت في دولة الكويت، ولم يكن الشيخ زايد يجب التردد، وفي عام 1967 التقى مهندساً معمارياً ومخطط مدن شاباً، الذي تعاقد معه الشيخ زايد حديثاً. وكان المهندس المذكور جون إليوت قادماً من عمله في فنلندا والسويد، وبعد أكثر من أربعين عاماً على ذلك اللقاء، قال إليوت المهندس معماري زميل له: كانت تنسجم تماماً مع رؤية الشيخ زايد والتزامه بالإسلام. كان لدى الشيخ زايد رؤية لبناء مدينة على هيئة حديقة، وقد قضى إليوت وقتاً طويلاً مع الشيخ زايد في أبوظبي، كنت أذهب لرؤيته مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً. في كل مرة كان الشيخ زايد يرسم على الرمل بالعصا التعديل المخطط). فإن الأولاد سيكبرون في بيت يكون فيه الأب متعلماً والأم غير متعلمة من سيدير شؤون المجتمع؟ وبعد ثلاثة أسابيع، كان الشيخ زايد يجب إنجلترا، ويمكنني الادعاء أنني ربما كنت أحد العوامل التي ساهمت في جعل أبوظبي مدينة خضراء». لديهم هناك مفاهيم مختلفة كلياً حول تخطيط المدن، وكان ذلك الأسلوب حقاً أقرب إلى أسلوب التخطيط والبناء الذي طبق في أبوظبي، كان الشيخ زايد يستخدم العصا في الرسم، وكان لديه قدرة فريدة في نقل الأفكار من رأسه إلى رسوم على الرمل. من الصعب أن أصور السرعة التي كانت تحدث بها كل تلك الأشياء عام 1966. ذات مرة وافق الشيخ زايد على التصميم الأولي، وقام المهندسون المدنيون وفريق العمل بإعداد الرسومات والمخططات في كوبهام، بمقاطعة ساري قرب لندن. ثم أرسلت المخططات إلى أبوظبي، كانت بيوت المواطنين مصممة بناء على توجيهات من الشيخ زايد، ومبنية على مساحة 80 قدماً × 80 قدماً لكل بيت. كان على مكتب أرابيكون أن يحدد عدد السكان المتوقع للمدينة، وكان يمكن توسيع طاقة البنية التحتية إلى ما وراء الحدود الأصلية، وقد ساند الشيخ زايد هذا التصميم الطموح، واضعين في اعتبارهم أن المدينة ستنمو إلى مستويات أبعد بكثير من المخطط الأصلي. إن ضخامة المشروع الذي تم التخطيط له أربكت دائرة بلدية أبوظبي الصغيرة ودائرة تخطيط المدن. قام الشيخ زايد باستبدال تلك الدائرة الصغيرة، ليحل محلها مجلس بلدية كبير الإدارة شؤون المدينة وعملية إعادة الإعمار. كان فريق إعادة الإعمار هذا يعمل بقيادة مهندس معماري مصري معروف هو الدكتور عبد الرحمن مخلوف، الذي حصل على درجة الدكتوراه من جامعة لودفيج ماكسيميلانس في ميونيخ وكان مسؤولاً عن إعادة بناء وتطوير مدينة جدة، وعمل أيضاً مع فريقه من مخططي المدن في المدينة المنورة والرياض. وكان لدى صاحب السمو الشيخ زايد أفكاره الخاصة حول كيفية تطوير المدينة في عام 1967 أمر بإدخال تعديلات على المخطط الأصلي الذي قام بإعداده تجمع من المكاتب الاستشارية البريطانية، وأعطى تعليمات بأن أي تطوير في المدينة يجب أن يكون منسجماً مع المخطط، كما أفصح الحاكم عن آرائه بشأن بناء الشخصية الاجتماعية لمدينة أبوظبي الجديدة وأعطى صاحب السمو الشيخ زايد تعليمات بوجوب التزام المباني الحكومية والخاصة في المدينة بالطابع العربي الإسلامي في التصميم وشجع على إدماج القبائل المحلية من خلال إعطائها مناطق سكنية بحيث تكون قريبة من بعضها . وتلا تلك الخطوة بناء سوق مغلقة بهيكل كلاسيكي، وظلت تلك السوق تعمل بشكل ناجح إلى أن حدثت فيها أضرار كبيرة جراء حريق هائل شب فيها عام 2002. لقد بدأ بناء تلك السوق عام 1969، وجميع السلع الأخرى لمدينة يبلغ تعداد سكانها نحو " . لتلبي احتياجات السكان الذين نما عددهم إلى أكثر من 250, التي اعتبرت حينذاك غير معقولة في رأي جميع الخبراء باستثناء الشيخ زايد. واستمر في خطة أبوظبي للتنمية الشاملة عام 1988، مع إعادة تقييم شامل في عام 1988، بعد مرور نحو 20 عاماً على بدء العمل. فإن الجزيرة الوسطية بين الشارعين مليئة بشجيرات وأشجار يصل طول بعضها إلى ستة أمتار. ولاحظ جون إليوت أن: الشيخ زايد كان مصراً على زراعة أكبر قدر ممكن من النباتات في أبوظبي، ولذلك كان لديه حديقة تجارب في مدينة العين، وكان لديه هناك بستانیون پاکستانیون جربوا زراعة جميع أنواع النباتات على اختلاف مواطنها . كانت المشكلات الرئيسية التي تعترض أعمال البستنة هي الملوحة العالية في تربة أبوظبي، وكانت حديقة الشيخ زايد في العين مفيدة جداً لإجراء التجارب، التي تبعد 250 كيلومتراً عن أبوظبي، وفي عام 1982 تم افتتاح محطة معالجة أكبر بكثير من الأولى في بلدة المفرق، وخلال فترة يمكن أن يغير البيئة بأكملها لهذه المدينة المتنامية بسرعة. بعد تسلم الشيخ زايد مقاليد الحكم عام 1966، قام الشيخ زايد بتحديد سياسة العمل. تم تكليف دائرة بلدية أبوظبي وتخطيط المدن بمهمة إدارة ما كان يعتبر في ذلك الوقت مجموعة كاملة من الخدمات الحضرية تقديم خدمات شاملة للجمهور. كما كان لديهم مهمة تخطيط المدينة الجديدة، عندما تولى دور والده السابق في منصب ممثل الحاكم في العين.