شهدت الثورة الصناعية تحولات مجتمعية جذرية اقتصادياً واجتماعياً، إيجابية وسلبية، مما يستدعي دراستها المتأنية. على الرغم من اختلافها عن الثورة الفرنسية (اقتصادية مقابل سياسية)، إلا أن كليهما أثرّا بعمق في بنية المجتمع ووظائفه. فقد أوجدت الثورة الصناعية طبقة عاملة موحدة بخصائص مشتركة نتيجة تحولات الإنتاج، مما ولّد وعيًا جماعيًا انعكس في حركات احتجاجية. برز اغتراب العامل عن عمله بسبب عدم انسجامه مع الآلة وأساليب الإدارة الجديدة، مُشكلاً مقاومة للاستغلال. يُبرز هذا الترابط بين الأحداث الاجتماعية وتفسيرها. ساهمت الثورة الصناعية في بناء النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي وقواعد الإنتاج، لكنها أدت أيضاً إلى الطبقية، ونمو المدن الصناعية، وزيادة أعداد الطبقة العاملة وانخفاض مستوى معيشتهم، مع ملاحظة تحول السلطة من رجال الدين إلى المفكرين.