د خليف مصطفى غرايبة قسم العلوم الأساسية - جامعة البلقاء التطبيقية - الأردن الملخص ّ تتعدد وتتنوع أشكال وصور التلوث البيئي حسب درجتھا (قوّ تھا) ومصدرھا أو سببھا، فمن حيث الدرجة ينقسم التلوث إلى ث)ث درجات ھي:التلوث المقبول، والتلوث المدمر الذي يؤدي إلى انھيار النظام ا5يكولوجي، ومن حيث المصدر ينقسم التلوث إلى : تلوث طبيعي وتلوث يھدف ھذا البحث إلى دراسة أشكال التلوث الناتج عن النشاط البشري وكيفية التقليل من خطورته ما أمكن، شكال التالية من التلوث: تلوث المياه والھواء والتربة، والتلوث بالمخلفات الصلبة والخطيرة، والتلوث الناتج عن الضجيج وا5شعاع، خ)قي والفكري خطورتھا على البيئة، ومن أبرزھا: تنشيط السياحة البيئية والتوسّع في إقامة المحميات الطبيعية، ونشر الوعي البيئي، وإعداد الفنيين ا; كفاء في مجاDت علوم البيئة، وسن القوانين والتشريعات لردع ملوثي البيئة وتخطيط القطاع الصناعي بصورة أفضل . كلمات المفتاحية: التلوث، البيئة، المخلفات الصلبة، أنصار البيئة، ١- مقدمـة حظي موضوع البيئة والدراسات البيئية باهتمام المتخصصين والـرأي العــام في العقــدين الأخــيرين، الغذائيـة ملوثـة بـأنواع شـتى مـن المـواد الكيميائيـة والـسموم وهـو أمـر ١( أسهم بدور كبير في زيادة الأمراض إن البيئــة بــشقيها الطبيعــي والمــشيد (البــشري) هــي كــل متكامــل إطارهــا الكــرة الأرضــية (كوكــب الحيــاة)، ومحتويــات هــذا الإطــار ليست جامدة بل إا دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة، واحـد مـن مكونـات البيئـة يتفاعـل مـع مكوناـا بمـا في ذلـك أقرانـه مـن البـشر، وقـد ورد هـذا الفهـم الـشامل علـى لـسان الـسيد يوثانـت الأمـين العـام الأسـبق للأمـم المتحـدة حيـث قـال: "إننـا شـئنا أم أبينـا نـسافر سـوية علـى ظهـر كوكـب مـشترك، وهـذا يتطلـب مـن الإنـسان – وهـو العاقـل الوحيـد بـين الكائنـات الحيـة- أن يتعامـل مـع البيئـة ٢( بالرفق والحنان ويستثمرها دون إتلاف أو تدمير وإذا كانت البيئة هي الإطـار الـذي يعـيش فيـه الإنـسان ويحـصل منـه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانـه ً من بني البشر، هذه الحياة أن ً ً يفهم البيئـة فهمـا صـحيحا بكـل عناصـرها ومقوماـا وتفاعلاـــا المتبادلــــة ثم أن يقــــوم بعمـــل جمــــاعي جــــاد لحمايتهــــا وتحـسينها وان يـسعى للحـصول علـى رزقـه وان يمـارس علاقاتـه دون إتلاف أو إفساد . يعتــبر الإنــسان إذن أهــم عامــل حيــوي في إحــداث التغيــير البيئــي والإخلال الطبيعي البيولوجي منـذ وجـوده وهـو يتعامـل مـع مكونـات البيئـة، وكلمـا توالـت الأعـوام ازداد تحكمـا وسـلطا ًنا في البيئـة وخاصـة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيدا من فرص إحداث التغيـير في البيئـة، البيئيـة في وجـود الملوثـات الـتي ازدادت مـع ازديـاد دخـل الأفـراد ومـا سيـستهلكونه مـن المـوارد الطبيعيـة لتـشغيل المـصانع وخطـوط إنتاجهـا وأصـبح اعتمـادهم علـى تلـك المنتجـات لتغطيـة احتياجـام اليوميـة، ممـا دفـع المـصانع لتـوفير هـذه الاحتياجـات مـن اجـل الكـسب المـادي والـتي تتمثـل في ظهـور عـدد مـن المـواد الجديـدة في وسـط مـن أوسـاط البيئـة (المـاء Journal of Environmental Studies, Volume 3: 121-133. June. 2010. 122 بالكائنــات الحيــة واخــتلال التــوازن البيئــي وتــسارع في زيــادة حجــم وتعتبر مـشكلة التلـوث أحـد أهـم المـشاكل البيئيـة الملحـة الـتي بـدأت تأخذ أبعادا بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة خـصوصا بعـد الثـورة ً ً الـصناعية في أوروبـا والتوسـع الـصناعي الهائـل المـدعوم بالتكنولوجيـا الحديثــة، وأخــذت الــصناعات في الآونــة الأخــيرة اتجاهــات خطــيرة متمثلــة في التنــوع الكبــير وظهــور بعــض الــصناعات المعقــدة والــتي يصاحبها في كثير من الأحيان تلوث خطـير يـؤدي عـادة إلى تـدهور المحيط الحيوي والقضاء على تنظيم البيئة العالمية . :( pollution ً للمفهــوم العلمــي للتلــوث البيئــي، وأيــا كــان التعريــف فــان ا العلمـي للتلـوث مـرتبط بالدرجـة الأولى بالنظـام الإيكولـوجي، حيـث إن كفـاءة هـذا النظـام تقـل بدرجـة كبـيرة وتـصاب بـشكل تـام عنـد حــدوث تغــير في الحركــة التوافقيــة بــين العناصــر المختلفــة، فــالتغير الكمي أو النوعي الذي يطرأ على تركيب عناصر هذا النظام يـؤدي بـه إلى الخلـل، ومـن هنـا نجـد أن التلـوث البيئـي يعمـل علـى إضـافة عنصر غير موجود في النظام البيئي، أو انـه يزيـد أو يقلـل مـن وجـود ٤( قبول هذا الأمر الذي يؤدي إلى إحداث خلل في هذا النظام ّ وقـــد تعـــدد مفهـــوم التلـــوث البيئـــي ويمكـــن اســـتعر اض هـــذه المفاهيم كما يلي : - هو مصطلح يعنى بكافـة الطـرق الـتي يتـسبب النـشاط البـشري في والتلــوث قــد يكــون منظــورا كالنفايات، أو بصورة دخان اسود ينبعث مـن أحـد المـصانع، وقد يكون غير منظور ومن غير رائحـة أو طعـم، وبعـض أنـواع التلـوث قـد لا تتـسبب حقيقـة في تلـوث اليابـسة والمـاء والهـواء ولكنهــا كفيلــة بإضــعاف متعــة الحيــاة عنــد النــاس والكائنــات الحيـة الأخـرى، - هو الحالة القائمة في البيئة والناتجـة عـن التغـيرات المـستحدثة فيهـا والـتي تـسبب للإنـسان الإزعـاج أو الأمـراض أو الوفـاة بطريقـة مباشـــرة أو عـــن طريـــق الإخـــلال بالأنظمـــة البيئيـــة وتعـــرف وتعـرف الملوثـات بأـا المــواد أو الميكروبات التي تلحق الضرر بالإنسان. - وجود مـواد أو شـوائب غازيـة أو سـائلة أو صـلبة، ً جامدة في الهواء أو الماء أو الغذاء تسبب تبـديلا يـؤثر حية أو ً ســلبا علــى ســلامة الوظــائف المختلفــة لكــل الكائنــات الحيــة على كوكب الأرض، أو وجود مـا يـؤدي إلى الأضـرار بالعمليـة المتاحــة لهــذه العمليــة، ويعتــبر الهــواء - مــثلا ً ملوثــا عنــدما - توجـد تلـك الـشوائب بتركيـزات تبقـى بـه لفـترات زمنيـة كافيـة لإحــداث ضــرر بــصحة الإنــسان أو ممتلكاتــه أو بــالحيوان أو ٦( النبات - ويشمل المفهوم الحديث للتلوث كل مـا يـؤثر علـى جميـع العناصـر الحيوية بما فيها من نبات وحيوان وإنسان، وكذلك ما يؤثر في تركيـــب العناصــــر الطبيعيـــة غــــير الحيــــة مثـــل الهــــواء والتربــــة والبحـيرات والبحــار، ولقــد بـدأ الإنــسان حياتــه علــى الأرض وهــو يحــاول أن يحمــي نفــسه مــن غوائــل الطبيعــة وانتهــى بــه الأمــر بعــد آلاف الــسنين وهــو يحــاول أن يحمــي الطبيعــة مــن ٧( نفسه - يعـرف مــشروع قـان ون حمايــة البيئـة الأردني لــسنة ١٩٨٢ التلــوث أي مكون من مكونـات البيئـة يجعلهـا غـير صـالحة للاسـتعمال ٨( أو يحد من استعمالها ً مـن استعراضـنا الـسابق لمفـاهيم التلـوث البيئـي ونظـرا لخطـورة وشموليـة ١- التلـوث المقبـول: هـو درجـة مـن درجـات التلـوث الـتي لا يتـأثر ) ١٠ ـا تـوازن النظـام الإيكولـوجي ً ولا يكـون مـصحوبا بأيـة أخطار أو مشاكل بيئية رئيسية . ينتج من النشاط الصناعي وزيادة النشاط التعديني، وتعتـبر معالجــة كفيلــة بتخفــيض نــسبة الملوثــات لتــصل إلى الحــد Journal of Environmental Studies, Volume 3: 121-133. June. 2010. ً المـسموح بــه دوليــا، أو عــن طريـق ســن قــوانين وتــشريعات وضرائب على المصانع التي تساهم في زيادة نسبة التلوث. ٣- التلوث المدمر: ويمثل هذا النوع المرحلة التي ينهـار فيهـا النظـام ً الإيكولوجي ويـصبح غـير قـادر علـى العطـاء نظـرا لاخـتلال مـستوى التـوازن بـشكل جـذري، الـتي وقعـت في المعـاملات (المفـاعلات) النوويـة في أوكرانيـا