تكلم عن نفسه وحياته وكيف أصبح شخصاً ناجحاً رغم الصعوبات والمواقف التي مر بها منذ صغره، وكيف تفوق على جميع تلك العوائق. قام الكاتب بإهداء هذا الكتاب إلى أربعة أشخاص وذكر بأنه قد التقى بهم في حياته ولكنه شرح أيضاً بأنهم لن يتمكنوا من قراءة هذه الرواية لأن أرواحهم آثرت الصعود إلى السماء. لم يكن الكاتب مانع مقتنعاً وواثقا بنشر قصصه ومسيرته، غيرَّ رأيه وجعله ينطلق بقوة فقام بنشر هذا الكتاب الممتع. ورغم أنه أصغر شاباً بينهم إلا أنه قد أصر أن يكون حارس المرمى، بالتأكيد الجميع خالفه الرأي لكنهم وافقوا في النهاية، بدلاً من أخذه إلى المستشفى أصرت الجدة على العلاج الشعبي وأتت (بالخرقة المملحة) ووضعتها على معصمه، لم يكمل عشرون ثانية إلا وأن الألم ازداد وتورّم معصمه بشكل مخيف! أسرعوا في أخذه إلى المستشفى وبعد ثلاثة أيام رجع معصمه إلى طبيعته وعندها عرَف بأن هذه هي الوظيفة التي يريد أن يعمل بها عندما يكبر، وفعلاً، بل جميع أصدقائه، فلم تكن الدراسة خارج الدولة سهلة أبداً ورغم رسوب صديقه إلا أنه تخرج بمجموعٍ عالٍ وأصبح طبيب جراحي في إمارة أبوظبي حالياً. الطريفة، القريبة إلى القلب والمرعبة! لم يتوقف الدكتور نافع عندما كان يفشل أو عندما لا يفهم مرض الشخص الذي أمامه أو حتى عندما لا يعرف التشخيص الصحيح الذي يتناسب مع أعراض مرض الشخص لديه بل يستمر في المحاولة فهو يحاول جاهداً أن ويطوّر من نفسه للأفضل، يزيد ذلك من إلهام الدكتور نافع بفعل المزيد والتطوير من ذاته و زيادة خبرته. فمثلاً من أغرب الحالات التي قد مرت عليه عندما أتت أم لولادة جنينها الذي قام الوقت بمداهمته فكان عليهم الإسراع بقيام العملية قبل أن يموت الجنين، بعد محادثة الاستشاري والطبيب إلى الأم ومصارحتها بأنه يجب عليهم إجراء عملية قيصرية لضمان حياة الطفل، قرر الطبيب محادثة زوجها ولكن اتضح أنه غير مهتم ورافض الفكرة تماماً حينها قال الطبيب في نفسه "هل هما مريضان نفسياً أم ماذا؟". وبعد أن خرج من الحجرة قال: "هل ارتحتم الآن؟، وبعد هذه الحادثة جعلت الأطباء يتساءلون إذا حقاً هذه العقليات لا زالت موجودة إلى يومنا هذا. موقف آخر جعل الجميع يقدر مكانة الطبيب نافع وعمله وهو عندما كان في التجنيد فإنه أمر شائع لدى الجميع بأنه على جميع المجندين الوقوف بثبات والحركة بكل أشكالها ممنوعة، تجمع ثلاثة مدربين يحملونه خلف الطابور، أشعلت نارً في داخله مستعرة بين طبيب ومجند، ولكن يمنع عليه الحركة إلى أن سمع أحد المدربين يقول "أين المدرب اخرج من الطابور وقم بعملك" سرت رعشة قوية في جسد الطبيب وأسرع بمساعدة المجند واتضح بأنه لم يقم بالنصيحة الثمينة الذي يرددها جميع المدربين وهي أن عليهم تحريك أصابع قدميهم كي لا يقعوا عند الثبات الطويل. بعد أن رد الجندي إلى وعيه قام الجميع بالتصفيق للطبيب وشكره، وكانت هذه أول مرة منذ أشهر يقوم الطبيب نافع بتنفيذ شيء ذو صلة بتخصصه فأحس حينها بشعورٍ لا يوصف من الفرحة. فاتّضح أنه لا يوجد هناك وقت فراغ للطبيب نفسه ولا حتى في فسحته، فمن الطبيعي جداً ألا يحظى براحةٍ لمدة ثلاثة أيام مستمرة وذلك بسبب كثرة الحالات وحاجتهم للطبيب في الحالات الطارئة. ذكر أيضا بأن هناك العديد من المتذمرين الذين إذا لم يتحسنون خلال يوم أو يومين فيقومون بلوم الطبيب وإظهاره بأبشع صورة ممكنة وذلك فقط لأنهم لم يحاولوا أن يصبروا ومع ذلك على الطبيب أن يواجه هذه الأمور بأفضل طريقة ممكنة واحترام مرضاه حتى إذا لا سمح الله قام بخسر مريض وعليه مقابلة مريض آخر، أيضاً،