حنظلة فيه حاصرتني مشاعر الوداع. لحظات الوداع . لم نفكر يوما بأنك ستتركنا لتغادر خارج اليمن. (حصن عرفطة سبعة وعشرون كيلو متراً غرباً . أقنعتني بأن تودع جدك دون أن تخبره بسفرك الدراسة الطب. حكيت لي مشاعرك. ذقنه المهندمة . يمد ذراعيه ليحتويك. هي المرة الأولى التي ترتجف فيها. يرفع صوته "ما هي أخبارك يا حنظلة؟" هذه هي خطوات الترحيب لديه . تدخل الغرفة الجنوبية. تقترب بوجهك من صفحاته. تقرأ : " وقال داود السليمان ابنه. تشدد وتشجع واعمل لا تخف ولا ترتعب لأن الرب الإله إلهي معك لن يخذلك ولن يتركك حتى تكمل كل عمل خدمة لهيكل الرب". تُقلب عدة صفحات لتجد مؤشراً ثانياً على الآية: " وبينما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة من بين 6 والثديين اللذين رضعتهما . " تقلب صفحات أخرى. تتأمل. تودع تضاريس غرفة جدك. سجادة. أتخيلك تهرب إلى الغرفة الشمالية . تستنطق زواياها. التقطت سنة ١٩٩٤ . الملامح الباسمة . والشال الملفوف على الرأس شبية بضمادة هندية . عينان صغيرتان وشارب حليق . نسخة مصغرة لوجه جدك دون تجاعيد . يقولون بأنك ورثت عنه الكثير من ملامحه . في الجدار الآخر لوحة لفتاة مجنحة تطير . أطرافها حوافر خيل. هدوء مطبق إلا من ضجيج أفكارك. تفكر في كيفية إخفاء سرك. الاستعاضة باصطياد ذرات النوم. نظراته. ابتسامته أغمضت جفنيك متلمسا خيوط النعاس .