والجدال يشتد بين تريم ابن عمران ، سحبت نفسي من بين جدالهما ، واتجهت إلى مقدمة السفينة حيث يجلس (الربان عبادوه )، الذي أخذ يحدثني عن أهوال البحر وبينهما نحن كذلك وإذا بناقلة نفط عملاقة ، متجهة إلى أسواق العالم النفطية ، قفز عبادوه إلى حجرة المحرك وهو يقول لي : "ادفع الدفة إلى اليسار " . كانت سفينتنا صغيرة جدا مقارنة بحجم ناقلة النفط ، عندما مرت سفينتنا بمحاذاتها ناحية المقدمة . بينما ناقلة النفط تخرج أصواتا من محركاتها ، و عبادوه يقول : "لقد شاهدنا !! إنه يوقف الناقلة . قلت : أفي هذه الظلمة ؟ قال : إنه يشاهد " الفنر" المعلق في السارية " . تاركة ناقلة النفط خلفها ، ثم استدارت سفينتنا واتجهت إلى الجهة اليسرى من ناقلة النفط ، ثم أوقف الربان عبادوه السفينة . قلت : " لماذا توقفت ؟ " قال : "لأضبط المجرى " الذي أنزله من السارية ، وهو يتمتم بكلمات حتى توصل إلى أمر ما ، هذا المجرى " سألت عبادوه : " أما كان الأجدر أن نترك الناقلة تمر ونواصل سيرنا من بعدها ؟ " قلت : " لماذا ؟". وهي بهذه السرعة العالية ، ستطوى سفينتنا ، وتنزل بها إلى أعماق البحر ". استمرت سفينتنا في سيرها حتى إذا ما أوقف عبادوه حركتها ، طلب مني أن أرمي المرساة . قلت : "ونحن في عرض البحر !". وأصوات خافتة تتردد. ومباني دامنة على الشاطئ الممتد شمالا وجنوبا . لم تكن هناك فنادق في لنجة في تلك الأيام ، والرئيس السعدي لديه علاقات واسعة وزوار كثيرون ،