المحاضرة الأولى: ماهية البحث العلمي يُعد البحث العلمي ركيزة أساسية للحضارة والتقدم، فهو الوسيلة التي يستخدمها الإنسان عبر عقله وحواسه وقدراته لفهم حقيقة الظواهر الطبيعية والاجتماعية من حوله، ولتسخيرها لخدمته. 1. مفهوم البحث العلمي: أ. التعريف اللغوي: تتكون عبارة "البحث العلمي" من كلمتي "البحث" و"العلمي". "البحث" يعني التقصي والطلب والتفتيش والتتبع، أما "العلمي" فمنسوب للعلم، وهو ضرب من المعرفة العلمية يتميز بخصائص تميزه عن غيره من المعارف، كالموضوعية والدقة وغيرها. ب. التعريف الاصطلاحي: يُعرّفه عبد الباسط محمد علي بأنه "عملية نحاول من خلالها تقصي الوقائع والأحداث بدقة لظاهرة ما، باستخدام المنهج العلمي بتقنياته المختلفة (الكمية والكيفية)، بهدف الوصول إلى حقائق يمكن التحقق منها مستقبلاً". وهو أيضاً "الأسلوب المنظم في جمع المعلومات وتدوين الملاحظات والتحليل الموضوعي لتلك المعلومات، باتباع أساليب ومنهجيات علمية محددة، للتأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد إليها، ومن ثم التوصل إلى بعض القوانين والنظريات والتنبؤ بحدوث مثل هذه الظواهر والتحكم في أسبابها، وهو الطريق الوحيد للمعرفة حول العالم". ويعرف أيضاً بأنه "استقصاء دقيق يهدف لاكتشاف حقائق وقواعد عامة، وهو الدراسة العلمية الدقيقة والمنظمة لظاهرة ما". وبناءً على هذه التعريفات، يُمكن تعريف البحث العلمي بأنه: مجموعة القواعد والإجراءات المنهجية المنظمة والمحددة والدقيقة لدراسة ظاهرة أو مشكلة ما، والتعرف على عواملها المؤثرة في ظهورها للوصول إلى نتائج تفسر ذلك. 2. خصائص البحث العلمي: للبحث العلمي خصائص ومميزات نستخلصها من التعريفات السابقة، أهمها: أ. البحث العلمي بحث منظم ومضبوط: أي أنه نشاط عقلي منظم، مضبوط، دقيق، ومخطط، حيث أن المشكلات، والفرضيات، والملاحظات، والتجارب، والنظريات، والقوانين...