حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد على التوازن الدقيق في البنية السياسية بين استقلالية كل إمارة على حدة وسلطة الدولة الاتحادية، وقد ساعدت هذه السياسة على ترسيخ التنوع دون التفريط في الوحدة الوطنية المتماسكة للدولة. وهذا ما لاحظه وقد من الأكاديميين من الجامعة الأردنية زاروا دولة الإمارات العربية المتحدة في مطلع عام 2000، إذ قال أحد أعضاء الوفد: أمور كثيرة أثارت إعجابي خلال زيارتي الأخيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ونجحت كل إمارة في تحقيق ما تريده، وقد يسارع البعض إلى القول بأن المال وحده هو الذي يقف وراء التقدم، إلى مرحلة تولي الشيخ زايد مقاليد الحكم في أبوظبي عام 1966 . إن محافظته الواعية والمتأنية على التنوع الراسخ الذي أشار إليه تقرير أحد أعضاء الوفد الأردني قد سهل وعزز الأنماط المتنوعة من التنمية التي تميز دولة الإمارات العربية المتحدة عن غيرها؛ إذ يُعد التنوع بعداً أساسياً في رؤية الشيخ زايد لدولة الإمارات العربية المتحدة، منظومة مرنة وقابلة للتكيف يتطور في سياقها الاتحاد الجديد. غير أن التنوع يمكن أن يكون قوة سياسية إيجابية أو سلبية، فقد عملت سياسته البراجماتية على تحويل الآليات البدائية للأيديولوجية القبلية العربية، ولم يقف صاحب السمو الشيخ زايد عند حد تبني هذا المبدأ فحسب، وليس هناك من مثال يدلنا على حسه السياسي أوضح من هذا، وظل صاحب السمو الشيخ زايد على الدوام زعيماً شعبياً بحق،