كانَتِ الْعائِلَةُ تَقْضي الصّيفَ قُرب الْبُحيرَةِ، كانَ اللَّعِبَ مَعَ صَدِيقَيْهِ قَيْس وَصالح، حَيْثُ يَلْعَبُونَ مَعًا لُعْبَةَ التَّحَدِّي والجَبَانِ. تَذَكّرَ يَزن عندما وَضَعَ قَيْسٍ تَحَدِّيًا أَمامَ صالح لِلتَّسَلُّقِ أَعْلى شَجَرَةِ البَلُوطِ العَالِيَةِ. تُوّج صالح بِلَقَبِ الجَبَانِ. وَمَا إِنْ وصلت العائلة إِلى الشّاطِئ صاحَ صَوْتٌ مِنَ الشَّاطِئِ: "هَذا يَزَن" نَظَرَ يَزَنُ فَإِذَا بِصَاحِبَيْهِ قَيْسٍ وَصالِحٍ يُلَوْحَانِ لَهُ بِحَماسَةٍ، وَكانَ هُناكَ أَيْضًا سارَة وَلارا. صافح يَزَنُ قَيْسٍ وَصالح :وَأَضَافَ مُوَجِّهًا حَدِيثَهُ إِلى صالح: "انْتَظِرْ دَقِيقَةً، ابتسم صالِحٌ بِفُتورٍ وَقالَ ساخِرًا: "مَهْلًا لِماذا لا نَلْتَقِيَ غَدًا صَباحًا لِنَلْعَبَ لُعْبَةَ التّحَدّي وَالْجَبانِ الْتَقى الأَصْدِقاءُ عِنْدَ البُحَيْرَةِ، وَحَانَ وَقْتُ التَّحَدِّي! قالَ صالح: "سَوْفَ أَبْدَأُ اللُّعْبَةَ". أَتَحَدَاكُما أَن تَسْبَحا البُحَيْرَةَ ذَهابًا وإيابًا وَالخاسِرُ بَيْنَكُما يَحْصُلُ عَلَى لَقَبِ «الجَبانِ». لَمْ يُحِبْ قَيْسٍ فِكْرَةَ هَذا التَّحَدّي؛ ولكنه خاف أن يلقب بالجبان! سبح قَيْسٌ وَيَزَن فِي الْمَاءِ. وَلَكِن عِنْدَما وَصَلَا إِلَى مُنْتَصَفِ البحيرة، تابَعَ قَيْسُ وَيَزَنُ السِّباحَةَ. وَفِي اللَّحْظَةِ الَّتِي وَصَلا فيها إلى الجانب الآخَرِ مِنَ البُحَيْرَةِ، وَقَالَ يزن: قَبْلَ أَنْ يُواصِلَ السِّباحَةَ آخِرُ واحِدٍ يَصِلُّ إِلى الجَانِبِ الآخَرِ هُوَ الجَبَانُ!“. وَصَلَ يَزَنُ إِلَى الشَّاطِئِ أَخيرًا. سَأَلَه صالح " أَيْنَ قَيْس لَم أَراهُ؟ تَسَاءَلُ يَزَنُ: هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ مَكْرُوهَا أَصَابَهُ؟ أَوْ أَنَّهُ يُحاوِلُ خِداعَنَا بِمَقْلَبٍ؟“ فَجَأَةً سَمِعوا صُراخَ قَيْسٍ يَطْلُبُ الْمُسَاعَدَةَ وكاد أن يغرق. وَصاحَتْ لارا : تَماسَكَ يَا قَيْس! سَنَأْتِي بِالْمُسَاعَدَةِ!“ وأنقذ وَالِدِ يَزن قَيس مِن الْغَرِقِ. عِنْدَما نَظَرَ قَيْسٌ حَوْلَهُ في الغُرْفَةِ، سَأَلَ قَيْسُ بِصَوْتٍ مُرْتَجِفٍ : أَيْنَ أنا؟“. قالَتْ أُمُّهُ: "كَانَ عَلَيْنَا أَنْ نَنْقُلَكَ إِلَى الْمُسْتَشْفَى؛ وَأَضَافَتْ أُمُّهُ بِحُزْنِ: أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّكَ لا تُتَّقِنُ السِّباحَةَ،