من منفاه بيراوفيل واثر الاجتماعات التي عقدت فور عودته قرر مشاركة حزب الشعب الجزائري في الانتخابات التشريعية متأثرا في ذلك بمثثلي الدولة العربية في الأمم المتحدة الذي التقى بهم في باريس، لأنه طور الفكرة التي مفادها الحزب إذا أراد أن يتسع نفوذه فلابد من أن يدخل مرحلة مطالب تشريعية وينفتح للمثقفين ويسعى لنيل مساندة أوساط الفرنسيين الأحرار، حملو في أنفسهم معارضة قوية للمشاركين في الاستشارات الانتخابية الى حد رفع شعار (من انتخب كفر) كما أن القبول بالتمثيل في البرلمان الفرنسي كان يتناقض في منظورهم مع مطالب الحزب المتمثل في الاستقلال التام عن طريق برلمان جزائري كامل السيادة وهذا التغيير المباغت في الخط السياسي للحزب أحدق صدمة عنيفة في القاعدة أما في الطرف الأخر فكان اقتناع فرحات عباس ورفقائه بأن القضاء على النظام الاستعماري لا يتحقق إلا بالقوة، إلا أن طبيعة تكوينهم لا يحبذون العنف ويجتنبونه بكل الوسائل لذلك اختلفوا مع قادة الشعب فقام عباس بتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وأنشأ مصالي الحاج حركة انتصار الديمقراطيات الجزائرية منطلقا من أسس ومبادئ وأهداف حزب الشعب في نوفمبر1946.