تدين الإسكندرية لمحمد على باشا بالنهضة حيث أنه -وبحق -قد أعاد للمدينة الحياة شئنا أم أبينا. ففي عام 1820 م تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية. وقد صمم الميناء الغربي لأن يكون هو الميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله. كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه. كما شيد محمد على عند رأس التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل لها شخصية أوروبية حيث جذبت العديد من الفرنسيين واليونان واليهود والسوريين، بسبب الانتعاشة التي منيت بها المدينة. كما كانت المدينة مهددة مرتين: مرة بالأسطول اليوناني في عام 1827 م ومرة بالأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية في عام 1828 م. و على كل حال فقد أصبحت الإسكندرية منذ تولى محمد على الحكم وخلال الـ 150 سنة التالية أهم ميناء في البحر المتوسط ومركزا مهما للتجارة الخارجية ومقرا لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات. وزاد عدد سكانها من 8000 نسمة (مباشرة عند تولي محمد على الحكم) إلى 60000 نسمة. و تحت حكم خلفاء محمد على استمرت الإسكندرية في النمو الاقتصادي وخاصة بعد افتتاح قناة السويس في عام 1867 م. كما زاد النمو السكاني نحو شرق المدينة عند منطقة الرمل (نيكوبوليس في العهد الروماني) والتي كانت قد تحولت إلى مجرد خراب، كذلك تم ربط الإسكندرية بالقاهرة بخط سكة حديد في عام 1856 م. و في عام 1882 م قام الزعيم الوطني (وزير الحرب وقتها) أحمد عرابي بثورة ضد الخديوي توفيق للاحتجاج على التدخل البريطاني في شئون مصر. و قد تأزم الموقف عندما وصل الأسطول البريطاني إلى الإسكندرية ليقذف المدينة بالقنابل لمدة يومين حتى استسلمت المدينة معلنة بداية الاحتلال البريطاني لمصر والذي دام لسبعين عاماً . وتحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان والذين أصبحوا يمثلون مركزا ثقافيا وماليا مهم في المدينة. وتحولت الإسكندرية وقناة السويس إلى مواقع استراتيجية مهمة للقوات البريطانية. كما تضاعفت تكلفة المعيشة في المدينة. كانت الإسكندرية مهددة عندما وقعت معركة العلمين على ساحل البحر المتوسط غرب المدينة إلا أنه وبحلول عام 1952 م، و من الإسكندرية وبالتحديد في ميدان المنشية،