الأولى أن الملك محمد الخامس حرص على احترام مبدأ التعددية التي برزت ملامحها في عهد الحماية بعد انشقاق كتلة العمل الوطني وتأسيس عدة أحزاب في البلاد. فحتى المستقلين الذين لم يبرز دورهم إلا عند نفي السلطان محمد بن يوسف أصبحوا ممثلين في الحكومة 13 أما الثانية تبين أن الملك محمد الخامس سار في اتجاه تبني موقف الحكم"، 14 غير أن حزب الاستقلال لم يكن راضيا على تواجده في حكومة برأسها شخص بدون انتماء سياسي، وبدا وكأنه يوجد على الهامش 15 شكل هذا الحزب القوة الحزبية الأولى إذ بلغ عدد منخرطيه ما بين 1954 و 1956 مليون شخص، وأيضا توفره على أطر ذات كفاءة عالية قادرة على التعبئة الجماهيرية 10 وبالتالي ارتكز على قوته العددية والتنظيمية لفرض شروطه في قادم الحكومات. إن مكانة الحزب هذه بين القوى السياسية الأخرى، جعلته لا ينظر بعين الرضا إلى هذه الحكومة التي قال عنها كل من علال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد أن الحزب شارك فيها على مضض في ظروف خاصة واستثنائية. ومن جهة أخرى ترؤس البكاي للحكومة كان ليقبله على مضض زعماء الحزب لأنهم لم يكونوا على وفاق مع ضباط الحماية" كما اصطلحوا عليهم زمن الحماية، لم يكن حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال على وئام بينهما زمن الاستعمار، وامتد خلافهما حتى السنوات الأولى للاستقلال حيث اشتد بينهما بعد وقوع أحداث عنف سنة 1956 راح ضحيتها العديد من المنتمين لمختلف الأحزاب السياسية حزب الشورى والاستقلال، والحزب الشيوعي المغربي وحزب الاستقلال.