ومثل ذلك كان يفعل العرب، فقد كانت سفنهم تبحر من موانىء الخليج العربي وساحل اليمن إلى موانىء الهند الغربية وإلى ساحل جنوب الهند، حيث يلتقون هناك التجار الصينيين ويحصلون منهم ومن التجار الهنود على بضائع بلادهم، وبوصول البضائع الصينية والهندية إلى موانىء الجزيرة العربية، كان التجار العرب ينقلونها على متن سفنهم وعلى ظهور قوافلهم عبر شبكة من الطرق البرية والبحرية إلى بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين والشام ومصر وساحل الحبشة. م. نجحت في الدوران حول شبه الجزيرة العربية من الخليج العربي إلى خليج السويس ووصلت مسارات طريق الحرير البحري: مسار الخليج العربي ومسار البحر الأحمر، كذلك حاول اليونانيون أيضًا فرض سيطرتهم على الملاحة في البحر الأحمر وفي الخليج العربي وكانت لهم مستوطنة في جزيرة فيلكة الواقعة حاليا بدولة الكويت، كما أن الفرس في العصور التالية استطاعوا فرض سيطرتهم على تجارة الصين والهند المارة بالخليج العربي. ولكن هذه السيطرة لم تحرم العرب المشاركة الفاعلة في حركة هذه التجارة نظرًا إلى خبرتهم الطويلة ومعرفتهم الواسعة ببناء السفن والإبحار في مياه المحيط الهندي، بالإضافة إلى حاجة الفرس إلى موانئهم التي كانت تمثل نقطة الانطلاق لمراكب الصين والهند.