لا قيمة للضمير يأمر وينهى إذا لم يدعم بإرداة تنفد أمره ونهيه فقد يشعر الانسان بالواجب ويتأكد من انه واجب ويأمره ضميره به ولكن يذهب كل ذلك هباء اذا لم يمنح إراده قوية تخرج هذا الامر الى الوجود فالإرادة هي القوة الفاعلة ف الانسان وبدونها تكون اوامر الضمير احلاما واماني لا قيمة لها ولذلك يقوم بعضهم ان جهنم محفوفة بالاماني الطيبه يريد بذلك ان الاماني الطيبه اذا لم تبرزها الارادة الي الوجود فأولى بها الجحيم الا الجنة انما يصلح للجنة الاماني الطيبه ال حولتها الاراده الى عمل ويقول الشاعر العربي ابو تمام: من كان مرعى عزمه وهمومه روض الاماني لم يزل مهزولا قد تعترض امام ما يأمر به الضمير عقبات فنحتاج الي الاراده القويه لتنفيذ اورامر الضمير فالإرادة القويه تذلل تلك العقبات وتشعر بارتياح من تذليلها والتغلب عليها. والارادة القوية سر النجاح ف الحياة وفضائل الانسان وملكاته تظل ف سبات حتى توقظها الاراده فمهارة الصانع وقوة عقل المفكر والشعور بالواجب ومعرفة ما ينبغي كل هذا لا اثر له ف الحياة ما لم تحوله قوة الاراده الى عمل. ويتأثر ضمير كل انسان بدرجة عقله وعلمه وكلما زاد علم الانسان ونما عقله ارتقى ضميره ذلك ان الخبرة والتجربة ومعرفته بنتائج الاشياء النافعة والضارة توسع عقله فيتبع ذلك ارتقاء ضميره بعد هذه التجارب بما كان ينهاه عنه من قبل وينهاه عما كان يأمره به لان عقله عرف من الحقائق ما كان يجهله بل هو اذا وصل الي درجة كبيرة من رقي العقل كان ضميره تابعا لعقله اكثر من تبعيته لتقاليد قومه. ان كل انسان ملزم بطاعة ضميره بعمله ملزم ان يطيعه وليس هناك مسئوليّة اخلاقية عليه اذا تبين خطأ ما امره به ضميره غاية الامر ان يجب عليه ان يضئ السبيل امام ضميره بتوسيع عقله وتقويه فكره وتحرية الصواب فإن هو فعل ذلك الضمير هاديا مرشدا وخير شئ ف الانسان ضميره فهو الدليل الذي يهدي سبيل السلام.