"قد يكون من أصدقاء الإنسان ، ومعارفه من إذا سُئل عن شيء بخل بالإجابة ، أو تعمد إخفاء الحقيقة ، فقد أصبح من مظاهر هذا الزمان كثرة الليام وقلة الكرام، ولكن هناك صاحبًا واحدًا لا يتخلى عنك إذا وثقت صلتك به ، ولا يبخل عليك بشيء مما يخبئه في أحشائه وفي ثناياه، ذلك الصاحب الثقة الصادق هو الكتاب ، فهو مجال إفادة الناشئين ومرجع العلماء والمدققين ، وموئل الباحثين والدارسين ، إذا أقبلت عليه بصدق لا تمل منه ولا تُسْمُكَ مُطالَعَتُه ، فهو ينقل لك أخبار العالمين ، ويُقرئك سيرة الأوّلين وينبتك عن العلم النبأ اليقين، فكن على صُحبته حريصاً ، وباقتنائه مهتما ، تظفر بفوائده وتجن عوائده وتنل منه الخير و المعرفة .