التي ما لبثت أن تحوّل اسمها إلى شركة النفط البريطانية. كانت هذه الشركة قد تعهدت بموجب العقد القيام بعدد معين من عمليات التنقيب تحت الماء قبل نهاية شهر مارس 1954.من ضمن التحديات التي كان على الشركة البريطانية مواجهتها جمع عينات من الصخر في أعماق تصل إلى 250 قدماً تحت الماء، وهذا ما لا يمكن لأي من معدات الغطس المتوافرة أن تسمح به. عندها فكر أحد علماء الجيولوجيا العاملين في الشركة الإنجليزية في كوستو. وكان الفرنسي قد أصدر للتو كتاباً لاقى نجاحاً عالمياً هو «عالم الصمت». باستخدام كاليبسو وجهاز التنفس تحت الماء يمكن الحصول على خرائط وعينات من صخور الأعماق البحرية بنصف كلفة استخدام المنصات المألوفة لاستكشاف البحار. عندئذ أوفدت الشركة البريطانية مبعوثاً إلى كوستو يقترح عليه التنقيب في بلد يدعى أبوظبي. في تلك السنوات كنا نُعرف باسم «الإمارات المتصالحة». هكذا ارتبط مصير كوستو بمصائرنا.أمضيت العديد من الساعات على متن كاليبسو وأمكنني التحقق بنفسي أن بإمكان فردٍ مُزوّد بجهاز التنفس تحت الماء أن يغوص إلى عمق 300 قدم والبقاء ساعات وهو يتحرك بحرية. وكان كوستو قد صنع قفصاً يمكن للغواصين أن لم يوجد منها قرش واحد والله الحمد. وسرعان ما طرحت مسألة إنشاء قاعدة أرضية توضع فيها المعدّات وتكون مؤهلة لاستقبال مروحية. أو مئتين ذهاباً وإياباً. لذلك قرّر كوستو ورجاله وضع معدّاتهم في إحدى الجزر التابعة لنا، جزيرة داس آنذاك لم تكن الجزيرة سوى صخرة جرداء وصحراء بطول كيلومترين وعرض كيلومتر واحد. جاؤوا بعمال من الكويت، وعمال فلسطينيين ولبنانيين وأردنيين.في 28 يناير 1958، بعد أربع سنوات على قدوم كوستو، أخبرني أنهم اكتشفوا حقلاً يُحتمل أن يكون غنياً بالنفط.