أهل الكهف هم فتية آمنوا بالله تعالى في زمن ملك يسمّى دقيوس أو دقيانوس، وكان هذا الملك يعبد الأصنام في مدينة للروم تسمى أفسوس. سُمِّي أهل الكهف بهذا الاسم نسبةً للكهف الذي ظلّوا فيه إلى أن شاء الله سبحانه وتعالى، وقد أمر الملك الكافر هؤلاء الفتية بترك إيمانهم بالله، فربط الله على قلوبهم وأعانهم على رفض أوامره والإعلان صراحةً أنّهم لن يعودوا عن عبادة الله تعالى، ٣] ولمّا رأى ذلك الملك الكافر إصرار الفتية على عبادة الله وحده وترك ما كان يعبد قومهم من الأصنام، هدّدهم وتوعّدهم بأنه سيفعل بهم الأفاعيل إن لم يتراجعوا. فكّروا فيما بينهم إلى أن قرروا أن يسلكوا طريق النجاة بالاختباء في كهف من الكهوف، ٦] ولمّا فعلوا ذلك وذهبوا إلى الكهف، ٧] وقد هيّأ الله -سبحانه وتعالى- لهم من الأسباب ما يحافظ على قواهم على مدار كل هذه القرون والأزمان، ٨][٥] ذهب من وقع عليه الاختيار منهم إلى السوق حتّى يشتري شيئاً من الطعام، فأخذه إلى الملك ليقابله، وأن يرسل حجّةً وبياناً لقومه؛ فلمّا أخبره صاحب الكهف بقصتهم سُرّ الملك وقرر الذهاب إلى الكهف لرؤية الفِتية، وكان ممّا رُوِي أنّهم سُرّوا بذلك وخرجوا لملاقاة الملك وتعظيمه، وعادوا بعدها إلى كهفهم، أمّا أكثر الروايات فقد بيّنت أنّهم ماتوا عندما أخبرهم صاحبهم عن حال المدينة وأنها أضحت على الإسلام، هاب القوم الدخول إلى الكهف لرؤيتهم، فقال لهم الملك أن يبنوا عليهم بنياناً، ٥][٩] قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا).