تُعتبر العمارة أحد أشكال الفنون التشكيلية، ومن الأهمية بمكان في العمارة السومرية هو المخطط الذي يشكل الأساس الجوهري للتكوين المعماري. بالإضافة إلى اختيار مواد البناء والتصميم الجمالي الذي يحمل دلالات رمزية. المدن من المدن السومرية القديمة أرك الوركاء وترجع نشأتها إلى عصر حضارة أرك، وقد ظلت عامرة نحو أربعة ألاف سنة عمرانا متواصلا، ووجد أن خرائبها تقع في مساحة محيطها حوالي عشر كلم عثر فيها على عدد من الابراج المدرجة والمعابد ، ومن المدن العريقة في القدم أيضا مدينة أور تل المقير في جنوب العراق وأوضحت الحفائر العلمية أن مساحتها حوالي عشرة كلم مربعة تقع على النهر، وفي وسطها المباني العامة والمعابد و يحميها سور ضخم، وخلفه المنازل متراصة وكانت المدنية عامرة في العصر البابلي الأول ثم خربها البابليون لقيامها بثروة مشتركة مع المدن الجنوبية. وترجع نشأتها إلى العصر السومري وقد وجد أنها انت مبينة على ربوة صخرية تحيط بها من الجانبين مياه دجلة، وكانت مبانيها من الطوب مما يؤكد فكرة الوحدة الفنية في بلاد العراق. ويوضع المتوفي في توابيت من الخشب أو الأحجار أو الفخار، حيث نجد أن المقابر الملكية كشفت عن فن الزخرفة عند أمراء النصف الأول من الإلف الثالثة ق. م. وهذه القصور كانت عرضة للزيادة والنقصان وينطق هذا على قصور سومر، وعند مداخل القصور توجد أبراج قوية تحميها ووضعت عليها تماثيل لثيران مجنحة ذات رؤوس بشرية ولم تكن القصور مستقلة عن الأبنية الأخرى في المدنية بل كان يوجد بجانبها أبنية لها أهميتها في الحياة المدينة وتطهر هذه الميزة بشكل واضح في القصور التي تبنا في الفترة الممتدة من عهد سلالة أور الثالثة إلى نهاية العصر البابلي القديم. حيث توجد في النسخة المكشوفة والتي تتكون من مربعة وأحيانا مستطيلة ويحيط بها مجموعة من العزف المتلاصقة التي تطل على هذه الساحة وتنتهي عادة بعمر صغير يؤدي إلى الباب الخارجي وكانت مدخل أما عن مساحة وكذا الغرف الموجودة فيها فقد اختلافات حسب العصور الغرف بشكل عام منخفضا وأحيانا إلى حد يتطلب الانحناء وقد زودت جدران بعض هذه الغرف بفتحات في جدارها الخارجي مسدودة بقطع من الأجر المثقب بحيث يسمح بدخول الهواء والإضاءة وقد استخدم السومريون في بناء هذه المنازل قرميدا طنينا محدبا و كبير الحجم نسبيا أما الأساسي فقد استعمل في بنائها بعض الصخور جذوع النخل ونجارة الخشب والغضار في عمليات البناء . 2.العمارة الجنائزية: المعابد : كانت المدينة تتشكل الوحدة السياسة البلاد وكان المعبد يشكل الوحدة اقتصادية لها فلكل معبد أراضي هي أملك الآلهة وكل مواطن تابع لمعبد من المعابد وجميع العاملون في المعبد هم عباد صاحب هذا المعبد وهو نواة مجتمع المدينة . كان المعبد يقام في وسط المدينة وتحيط به أسوار ضخمة تفصله عن باقي أجزائها وفي داخل تلك الأسوار قامت أماكن للعبادة، وحول هذا المدرج ثلاث مدرجات في سالم ضخمة مبنية حول الجدران، الزيقورات: وهي مصطبة مرتفعة بنيت بأربعة جوانب مائلة مثل الهرم المقطوع من الطوب وقسمت جدران الزيقورة إلى أجزاء بارزة وغائرة عمودية، ويتم الوصول إلى قمتها عبر درج قاسي يؤدي إلى منحدر اصطناعي (رامب) . 4م وتخلله ملاط صنع من القصب والقطران وارتفعت المصطبة الأولى حوالي 15م والثانية 5. 7 م والثالثة 3 م. فن النحت: الأول: النحت البارز فقد عثر الدكتور هنري فرانفورت على أثنى عشر تمثال من الحجر الموصلي في معبد الإله أنوا بدائية الطابع ، كما توجد مسافة بسيطة بين القدمين، ويلاحظ استمرار الطابع السومري التقليدي المتميز وهو اتساع الأعين وإلقاء الحواجب. كما عثر في معابد المدن المختلفة على لوحات مربعة الشكل منقوشة بنقوش بارزة وبمواضيع معينة وهي أجمل المنحوتات السومرية نذكر منها منحوتات مسلة السنور مع نصب لايتاتوم وغزوته المظفرة ضد أوما ، وسرب من النسور ينهش جثث محاربي أوما، م ، توضح مجموعة من الأشكال محفورة ببروز متوسط ومنطقة في مجموعة متوازية، والمنظر يمثل الملك وهو يصب قربانا في إناء يحتوي على نخلة مورقة وعلى اليمين يجلس إله نانز يحمل معولا وصولجانا وخيطا للقياس، ويرمز ذلك إلى أوامره الصادرة الملك بإقامة معبد له الثاني: النحت المجسم فيشاهد على الجانب الأول الجيش والعربات الحربية تتقدم في طريقة إلى محاربة الأعداء بينما يوضح الجانب الثاني الاحتفال بالنصر، ويستعرض فيه الملك الغنائم . الأختام الاسطوانية: ولقد أستعمل السومريون الأختام المبسطة فترة من الزمن إلى جانب الأختام الاسطوانية ، وتتكرر هذه الموضوعات باستمرار ومن الملاحظ أن أختام هذه المرحلة التاريخية عادت مرة أخرى لتعالج موضوعاتها باستخدام مفردات حيوانية وآدمية بعد ما تحولت في أواخر عهد الوركاء وجمدة نصر وبداية عصر فجر السلالات إلى أشكال زخرفة قاسية الخطوط من الأختام الأسطوانية في عصر سومر . ظهر في هذه الفترة عصور فجر السلالات نوعية من الفخار متعدد الألوان ويغلب عليه اللون الأحمر ومشتقاته وهو ذو إشكال متوسطة الحجم على هيئة جرار ذات بدن مكور أو ذات سطح منكسر في الجزء العلوي يشكل كتفا دائريا يبدوا وكأنه غطاء لقدر كبير في وسط فوهة دائرية، يتميز بكونه مصنوع على عجلة الفخار وهو جيد للحارق والصقل وذو أحجام متعددة وإن يغلب عليه الشكل الكروي المنتفخ وله قواعد مسطحة أومقوسة وزودت فوهاته أحيانا بسدادات من الطين لتغطيتها وفيما يتصل بزينة الأواني الفخارية فكانت الزينات تشغل غالبا الجزء العلوي من الإناء بما فيه الرقبة وهي تتكون من أشكل هندسية سوداء وحمراء فوق أرضية فاتحة اللون أما باقي الإناء فلا تتجاوز زينته طلاء باللون الأحمر أو المائل للحمرة ومن هذه الإشكال الهندسية المثلثات والمربعات والأشرطة العريضة والخطوط المتعلقة والمستقيمة والمنحوتة. زخرفة الدوائر : وقد وجد نموذج لهذه الزخرفة منفذ على سطوح الأواني الفخارية العائدة إلى عصر حسونه لـ الألف السادس قبل الميلاد، من حيث استخدامها وحدات زخرفية في تغطية السطوح الفنية. يمثل لوحة للعبة لعلها الضامة التي عثر عليها ضمن مدفن مقبرة أور الملكية. ومما يلاحظ على لوحة اللعبة السومرية هذه تنفيذ زخرفة الدوائر عليها، ومن جانب آخر عمد الفنان السومري إلى إعطاء رونق جميل عليها، ومن الأمثلة السومرية الرائعة الأخرى أيضاً خنجر ذهبي عثر عليه في أور زخرف وطعم بأشكال الدوائر الهندسية بدقة، زخرفة المثلثات : يعد المثلث أحد عناصر الزخرفة الهندسية المنفذة على سطوح الأشكال الفنية، ويلاحظ شيوع استخدام هذا العنصر الزخرفي وانتشاره على الآثار النفيسة بأنواعها المختلفة. ولا سيما على أوتاد الصندوق من أجل ملء الفراغات وإطفاء الزينة على المشهد الفني . وهذا التطور الذي أحدثه الفنان آنذاك لم يكن وليد صدفة أو موهبة الفنان المنفذ فحسب بل كان حصيلة خبرة متراكمة في تنفيذ هذا النوع من الزخرفة الذي يتطلب من الفنان الاطلاع والدراسة الواسعة في التخطيط والهندسة. زخرفة الأفاريز : ونال مكانة رفيعة في الفن وأعطى الزخارف الهندسية تركيباً بنيوياً على زينة المشاهد الفنية، ومن ذلك النموذج الذي مثل عليه مشهد لواء أور وهو انجاز فني متميز في الأصل نفذ على صندوق خشبي مزخرف من الجهات الأربع بعدة مشاهد ملونة وزاهية بالفسيفساء، التي قدمها المنهزمون، وهو جالس يحمل بيده كأساً وهو يشارك المدعوين، وفي الطرف الأيمن تظهر مغنية تنشد يساندها عازف القيثارة، ومما يفيد موضوع بحثنا في هذا العمل الفني مدى براعة الفنان السومري في إدخال وتنفيذ نوع من الأفاريز في مادة الزخرفة الهندسية لتنظيم رؤية الأحداث المتسلسلة المعبرة من خلال الفصل بينها بالأفاريز فضلاً عن إضفاء الجمال والإبداع على المشاهد الفنية التي تقوم على ملء وإشغال المساحات بانتظام. زخرفة المعين: إن لزخرفة المعين رونقاً واضحاً ضمن الزخارف الهندسية المهمة، ويتسم هذا العنصر بجوانب مدورة أو محدبة تضفي على الشكل، وقد استخدم منذ القدم في الزخارف الهندسية السومرية، وقد شاع استخدام هذا العنصر في الفنون القديمة الأخرى كالفن المصري القديم ومن الأعمال السومرية الرائعة المكتشفة بهذا الخصوص نماذج من الأعمدة المستديرة الضخمة، فقد كانوا يكسوها بطبقة من الفسيفساء لإعطاء مباني الطين سطحاً صلباً مزخرفاً، وكانوا يكسونها بقطع فخارية أو حجرية على هيئة مخروطات صغيرة يغرسون أطرافها المدببة ويجعلون من وقواعدها المستديرة بأنواعها المختلفة زخارف بين المثلثات ومعينات التي أعطت الرونق الجمالي لهذه الأعمال آنذاك. وهناك الكثير من المشاهد التي تعبر عنها زخرفة المربعات ومن أبرز الأمثلة المكتشفة مجموعة فخاريات على شكل جرار وكؤوس وصحون وغيرها كشف عنها في العصر السومري القديم ، إذ تظهر سطوحها مزينة بزخارف هندسية مليئة بزخارف متعددة ومنها زخرفة المربعات التي تزين هذه الفخاريات، ضمن زخارف متعددة على شكل الأفاريز ومثلثات ودوائر أيضاً تعطي رونقاً جمالياً ولمسات رقيقة لسطوح هذه الفخاريات المتنوعة. ومن المشاهد السومرية الرائعة مشهد نُفّذ على سطح مزهرية مكتشفة في موقع خفاجي، فضلاً عن تنفيذ زخرفة المربعات عليها وزخرفة المثلثات وزخرفة المعينات، ومما يلاحظ على هذا النموذج تنوع الزخرفة الهندسية المنفذة واستخدمت أساساً في إشغال مساحات مختلفة وبدقة وهو ما يعبر عن قابلية الإبداع في إنتاج نماذج من تكوينات زخرفة المربعات وغيرها من التقنية والأسلوب تنفيذ هذه الزخرفة ذات أهمية كبيرة فهي تشير إلى التطور والانجاز في التنفيذ الفني آنذاك. زخرفة المستطيل: زخرفة المستطيل من الزخارف الهندسية التي نفذت على سطوح الأشكال الفنية وفق أسلوب التكرار، ومن النماذج المنتخبة لزخرفة المستطيل مشهد ختم أسطواني تتداخل فيه زخرفة المستطيل مع كثرة الخطوط، تعد من أقدم الزخارف الهندسية التي نفذها الفنان في العصور القديمة، إذ وجدت على معظم المخلفات الأثرية القديمة بوصفها عنصراً زخرفياً دقيقاً ، ومن ثم انتشر استخدامها بشكل واسع في العصور اللاحقة. ومن الأمثلة الرائعة التي تعكس زخرفة الحلزون السومرية مشهد ختم أسطواني يعود تأريخه إلى عصر جمدة نصر والوركاء وهو مزخرف بزخرفة الحلزون الهندسي نفذ هذه الزخرفة الفنان السومري آنذاك ويلاحظ في هذه الزخرفة قيام الفنان السومري باستخدام عنصر التكرار لكي يملأ السطح الخارجي فضلاً عن إضفاء عنصر الجمال عليها، وتقوم هذه الزخرفة على أساس نقش بسيط التركيب ، وتنفيذ هذا النوع من الزخرفة يرقى بأصوله إلى الفنون القديمة المنفذة في عصور ما قبل التاريخ، الكتابة: ابتكر السومريون واحدة من النصوص الكتابية المكتوبة الأولى في عام 3000 قبل الميلاد ، والتي تعني إسفين الشكل ، فغالبًا ما تمثل مقطعًا ، استمرت الكتابة المسمارية لمدة 2000 سنة ، وعبر مجموعة من اللغات في الشرق الأدنى القديم ، الذي تنبثق منه أبجديتنا الحالية ، داخل الولايات المدينة نفسها ، واحدة من أول الأعمال الأدبية الكبرى في العالم ، كانت مكتوبة بالخط المسماري.