سمكة الدولفين في مستوى مؤخر القارب، وتعبر من جانب إلى آخر في يأس، ورفع السمكة الذهبيّة الصّقيلة ببقعها الأرجوانية إلى مؤخر القارب، وأمطرَتْ قاع المركب بضرباتٍ من جسدها المُسطّح الطويل ومن ذيلها ورأسها حتى قام الشيخ بضربها بهراوته على رأسها الذهبي اللامع إلى أن ارتعشَتْ، وأعاد وضع طعم جديد أخرى على الشص، ورمى به إلى البحر، ثم رجع على مهل إلى مُقدِّم القارب، ومسحها على سرواله، ثمّ حوّل الحبل التقيل من يده اليمنى إلى يسراه، وينظر إلى ميلان الحبل الكبير، ولكنه عند مشاهدة حركة الماء البطيئة على يده لاحظ أنها أبطأ بشكل واضح، وهذا سيُبطئ من سير السمكة في الليل، وأنا كذلك». من أجل حفظ الدّم في لحمها، وأُثبت المجدافين لإعاقة الحركة في الوقت نفسه، وألا أُزعجها كثيرًا عند مغيب الشَّمس، اتجاه ترك يده تجفُّ في الهواء، استطاعته، وترك نفسه يُجَرُّ إلى الأمام في خشب مُقدّم القارب ؛ ثمّ تذكر كذلك أن السمكة لم تأكل شيئًا منذ أن از دردت الطعم وأنّها ضخمة، أَيَّتُها السمكة؟ فأنا أشعر بخير، لم يكن يشعر حقًّا بخير، فالألم من جراء الحبل على ظهره قد تعدى حد الألم تقريبًا، وفكرَ: (ولكنني عانيتُ أشياء أسوأ من هذا، وساقاي على ما يرام،