ما من أحد يعنى بالكتابة ممارسة، إلا ويكتشف الصعوبات التي تواجة الطلبة والدارسين المتطلعين إلى إتقان ما يكتبون، سواء من حيث التأليف بين الأفكار التي يعبرون عنها، أو من حيث السلامة التي يتوقون إلى تحقيقها فيما يكتبون. ويرضون هم بما يكتبون والكتب التي تعنى بتدليل مثل هذه الصعوبات في المكتبة العربية قليلة ونادرة . ولا ريب في أن من ينظر في هاتيك الكتب يجد المتوافر منها، يصب جل اهتمامه في تتبع الأخطاء الشائعة في كتابات الطلبة الجامعيين ، وإن لم يكن هذا وكده صرف جل عنايته واهتمامه لفنون من الكتابة : كالخاطرة، والانتقال السلس من فقرة إلى أخرى، قبل أن يكون موضع اهتمام وهذا هو ما دفع بنا لوضع هذا المؤلف، فقد حاولنا - قدر المستطاع الجمع بين السلامة في الأداء، والتنوع في فنون القول : من خاطرة إلى مقالة، ترى فيهما مزية لهذا الكتاب على غيره من كتب، وهما: ا تشريح الجملة العربية ( تحوياً) والتعريف بأنواعها من حيث الوظائف، النوع منها من أنواع الإبداع الأدبي 2 الامتحان بأنواعه المتعددة : النقاشي، فلطالما شكا الطلبة الدارسون من أنهم لا خبرة لديهم بتنظيم الإجابة عما يسألون، 1) من هذه الكتب : فن الكتابة والتعبير الحمد علي أبو محمدة وكتاب غازي براكس الكتابة الصحيحة و كتاب عرسان الراميني الكتابة العملية، وكتاب من المقال لصالح أبو إصبع ومحمد عبد الله دون ترتيب، أو تبويب او تنسيق ما يجعل النتائج التي يظفرون بها أقل مما يتوقعون، مع أن المعلومات التي يضمنونها للإجابات صحيحة " فيما يعتقدون ويؤكدون إذ لم تكتف بتوجيه النصائح للدارسين، أو باستخدام عبارات النهي والتحذير، ولكننا الطلقنا من مختارات تم انتقاؤها بعناية . والقيام بممارسة الكتابة والتدقيق لتعم الفائدة، ويتحول النظر إلى تطبيق . وتطبيق، وليست كأي شيء يعول فيه الدارس على الحفظ والذاكرة. أما فصول هذا الكتاب فهي ستة عشر فصلاً. في الأول منها عرضنا المسالة التواصل اللغوي، وإعداد مسبق وأما الثاني، فقد قصرنا القول فيه على سلامة الأداء، والأخطاء يمكن أن تعزى إلى مشكلات إملائية، وكتابته بالحروف، مما دعا إلى تخصيص الفصل الثالث لهذا الأمر. وأسلوبو رقيق، وأولى هذه الأدوات الحروف، كحروف العطف والجر، والبراعة في التصوير. وعرضنا أيضاً للكلمات، والكلمات التعبر عن المعنى. وفي هذا المقام ذكرنا، عن طريق الأمثلة الخاضعة للتحليل النحوي، وما يضاف إليها في بعض الحالات من النواسخ، أو تكرير العوامل، والسردية، وذلك كله مما هو متداول على السنة المتكلمين، والمبدعين، ووجدنا في الجوار الذي تمتلىء به الروايات، بدءا بالتفقير، ومروراً بعلامات الترقيم واحدة تلو الأخرى، والمواقع التي يحسن فيها استخدامها، يطلب من الدارس أن يقوم بكتابتها. انتهى بنا المطاف لفنون من النشر، أولها من التلخيص، الذي علي به الفصل الثامن والتاسع. فقد رأينا أن نوضح لمدارس ما ينبغي أن يختلف به تلخيص المقال أو البحث أو الكتاب عن تلخيص قصة أو رواية أو مسرحية، فلكل من طريقة خاصة في القراءة والفهم والاستيعاب والأبحاث، والرسائل، والمناظرة. ولا تنكر أن الفصول الأخيرة في كتابنا هذا من أهم ما احتواه من إيضاحات عن الكتابة بصفة عامة، أو بمقالة مطولة على كل نوع منها، يزيد من حجم الكتاب كثيرا، ويضع أمام القارىء صعوبات جديدة جمة تحد من قدرته على استيعاب الفصول، فكلما زاد حجمه كان - في رأيهم - أجدى وأنفع، بيد أن العكس، هو الصحيح، فالساع المادة يحول في معظم الأحيان دون استيعابها في الزمن المخصص لذلك،