مرت خمسة عشر سنة على غرق مريم بنت حمد، أعقبتها سيول وخصب استمر لسنوات، غمرت خلالها المياه الوفيرة القرية وزرعت الرخاء بين أهلها، خاصة أصحاب البساتين الذين انغمسوا في البذخ والترف. في هذه السنوات، تنبأ عريق بن خميس باقتراب قيامة، لكن أحدًا لم يُبالِ. ثم جاء صيف قاسٍ جفّف الينابيع والوديان، فأصاب الناس عطشٌ رهيب، وانتشر الموت والسرقة بينهم. صاروا يخرجون كل جمعة لصلاة الاستسقاء دون جدوى، إلا من نبع ماء ضئيل في مزرعة سلام ود عامور الوعري، الذي قسم الماء بين العائلات بإنصاف. عاش الوعري عزلة طويلة في مزرعته حتى نسيه الناس، إلى أن أشار طفل إلى وجود ماء في الصخر قرب مزرعته، فحفَر الوعري واكتشف ينبوعًا صغيراً أطلقوا عليه عين الوعري. بعد ذلك، قرّر أهل القرية حفر الفلج القديم، لكنهم فشلوا في البداية حتى دلهم الوعري على مكانه، فوجدوا قناة الفلج جافة. ثم أخبر طفل باسم سالم أبيه بمكان آخر للمياه، فعادت امه كاذية إلى الوعري لتؤكد صحة كلام الطفل، فتمّ اكتشاف منبع ماء جديد، ليعود الماء إلى القرية ويُنقذ أهلها من المحنة.