تتناول هذه الدراسة استراتيجيات وبرامج التدخل المبكر، مُسلّطةً الضوء على تطورها من نموذج القصور الذي ركز على الضعف الداخلي للطفل ومسؤولية الأهل، إلى نماذج تفاعلية تعتمد على علم اجتماع التربية الخاصة والاتجاه المعرفي الاجتماعي. لا يوجد اتفاق على برنامج مثالي، بل يعتمد الاختيار على القيم والفلسفة التربوية والنظريات النمائية. يتألف فريق التدخل من متخصصين متعددين التخصصات، حيث تتخذ القرارات بشكل تعاوني، مع مرونة في الأدوار والحدود. تُحدد الأهداف بالتعاون مع الأسر عبر خطط خدمية. تستعرض الدراسة أربعة اتجاهات نظرية: الأول، السلوكي الإجرائي، يركز على المثير والاستجابة، مع تدريس المهارات الأساسية بخطوات صغيرة وتعزيز الاستجابات المرغوبة. الثاني، النمائي، يرى أن الطفل يتعلم عندما يكون مستعدًا نمائيًا، مع التركيز على مراحل النمو، وقد تطوّر إلى نموذج نمطي معرفي قائم على نظرية بياجيه. الثالث، البيئي، يرى أن الطفل يتعلم من خلال التفاعل المباشر مع البيئة، مع التركيز على الخبرات الحية وتعديل المنهج حسب احتياجات الطفل. رابعًا، الاتجاه القائم على الأنشطة (بريكر، 1989)، يعتمد على أفكار سكنر، بياجيه، فيجوتسكي، ودوي، ويركز على دوافع الطفل، إدماج التعلم في الأنشطة الروتينية، والمثيرات السابقة واللاحقة، واكتساب مهارات وظيفية ومولدة.