التحدي : هو ذلك الوضع الذي يمثل وجوده أو عدم وجوده تهديدا ، لوجود وضع آخر ، يراد له الثبات والقوة و الاستمرار . وإذا نظرنا إلى التحدي باعتباره ثقافيا ، فإنه يمثل تهديدا أو خطرا أو إضعافا أو تشويها ، لوضع أو منظومة ثقافية أن يطلق عليه لهذا السبب " التحدي الثقافي " ، وهكذا في جميع الجوانب التي تواجه الأمة فيها التحديات ، لكن نوعية التحدي هي التي تحدد حجم الخطر التي تعرض له هذه الأمة أو ذاك المجتمع ، وهنا تساءل : ما حجم التحدي الذي تواجهه الأمة والمجتمع العربي والإسلامي ؟ في الحقيقة أن التحديات التي تواجهها الأمة هي أكثر وأعظم التحديات تعقيدا في تاريخها ؛ فنحن نواجه التحدي في مجالات عديدة ، لكن أساس التحدي الحقيقي يكمن في التحدي الثقافي ؛ لكونه الأصل الذي ترتكز عليه جميع الأمنية ، ولكون الثقافة هي الخلفية الأساسية التي تحدد عبرها الأمة والمجتمع العربي والإسلامي آليات المواجهة وكيفية الحل ، وفلسفتها الأساس المواجهة والحدي ؛ فالأمة لا يمكن أن تخوض مواجهة ن : من دون أن تستند على أسس الهوية والبعد الإستراتيجي لفكرها وثقافتها ، وبطبيعة الحال تكمن قدرة الأمة على النجاح في المواجهة عندما تستطيع أن تستنفر كل قدرتها الإبداعية ، بالطبع لا يمكن لنا أن نخوض معركتنا الثقافية دون إصلاح منظومة فكرنا وثقافتنا ، وبالأخص تحدد رؤيتنا للآخر المختلف ؛ لأنه ليس بالضرورة كل من يختلف معنا هو عدو لنا أو بريد بنا السوء ، هذه العقلية هي التي تسبب تعميق التخلف ، وتوصل لتكريس الانفصال والتشرذم الثقافي في الواقع العربي والإسلامي .