كان ابن خلكان مولعًا بالقراءة والاطلاع، حتى تكوّنت عنده مادة ضخمة، فرتب كتابه على حروف المعجم ليكون يسيرًا سهلا، ولم يترجم للصحابة ولا التابعين ولا الخلفاء اكتفاء بالمصنفات السابقة. وكانت ترجماته موجزة لئلا يطول الكتاب، وقد افتتح الكتاب بخطبة وجيزة للتبرك بها. ومجموع التراجم في هذا الكتاب ٨٥٥ ترجمة، وقد ألف الكتاب سنة ٦٥٤ ه. فقد ترجم هذ الكتاب للأعلام من شتى بقاع العالم الإسلامي كله من حدود الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا، واعتنى هذا الكتاب بذكر سنة الميلاد والوفاة ومكانهما لكل عين من الأعيان، وهذا الكتاب يعد من أشهر كتب التراجم عامة. مما أخذ على هذا الكتاب: أن المؤلف التزم بالترتيب على حروف المعجم في الاسم الأول فقط دون الاسم الثاني. فقدم إبراهيم بن خالد على إبراهيم بن أحمد. وقد فات ابن خلكان كثير من الأعيان، فاستدركها ابن شاكر الكتبي في «فوات الوفيات»، وجاء صلاح الدين الصفدي وجمع بين الكتابين في « الوافي بالوفيات».