جلس خالد وحيداً على شاطئ البحر، يتأمل الأمواج المتلاحقة والنجوم البعيدة، وأنهم سيقفون بجانبه في كل أوقات الشدة. لطالما شاركهم أحلامه وأفراحه، وكان أول من يمد يد العون حين يحتاجونه. وتوالت الاتهامات دون أن يمنحوه فرصةً لتوضيح الحقيقة. شعر خالد وكأنه وحيد في وسط دوامة من الظلم وسوء الظن. الذين كان يثق بهم ويعتبرهم سنداً له، تألم خالد حين رأى كيف تحول أقرب الناس إليه إلى قضاة قاسين دون أدنى تردد. وأن الصداقة التي كان يبني عليها آماله سرعان ما انهارت في وجه أول خلاف. أدرك خالد أن الأصدقاء الحقيقيين لا يظهرون إلا في أوقات الشدة. فهم أن الصديق الحقيقي هو من يثق به ويمنحه فرصة لشرح نفسه، قرر خالد أن يترك ماضيه خلفه، ويبحث عن أصدقاء يتسمون بالوفاء والتفاهم،