إذ اهتمت دراساتهما بالتشابهات الطوبوغرافية في المدينة وانتهيا إلى استنتاج يفيد بأن هذه الجوانب المتشابهة المشتركة تدلل على الوحدة التركيبية للتمدن الإسلامي. وهي المدن التي عُرِفَتْ بالامصار. وتناول هذا الاتجاه أي أصناف المدن باحث آخر هو إدموند بوتي Pauty وهو مستشرق أثري فرنسي خصص بحثاً عن المدن وأصنافها وأطلق على الصنفين السابقين المدن الذاتية والمدن المخلوقة (۱). أما المدن المخلوقة فهي مدن أسسها العرب والمدن التي ابتناها بعض الأمراء لتكون عاصمة لدولتهم أو مقراً للحكم، لذلك صار هذا الصنف من المدن مرتبطاً بشكل أساس بوجود تلك الدولة أو ذلك الأمير ومع ذلك، فالخطط الاجتماعية التي شكلت الخارطة العامة للمدينة وصارت أساس تركيبها العمراني كانت موزعة توزيعاً قبلياً الشارع المركزي أو الرئيس: وهو سمة تميزت بها المدن العربية الإسلامية، فتناولها مثلاً موريس لومبارد عندما تحدث عن التمدن الإسلامي وأشاد بالنتائج التمدنية التي جلبها الإسلام معتبراً إياها من أعظم التطورات التمدنية.