إن الأسطورة تمثل الطموحات والتخيلات السعيدة لأمة من الأمم في فترة زمنية معينة، فأصبحت معتقداً دينياً ومنهجاً للتفكير، من خلالها يحلون مشكلة الموت بوجود بعث الحياة، ولم يترك الدارسون المثولوجيا دون تعاريف، فيقدم لنا الناقد السوري خلدون الشمعة التعاريف التي قيلت في الأسطورة. الأسطورة قصة متداولة أو خرافية، وتقدم تفسيراً للظاهرة الدينية أو فوق الطبيعة، وأما في المفهوم الصورة التي تمثل أحد المذاهب الفلسفية بأسلوب رمزي يجمع بين الحقيقة والوهم لأنها تقدم أفكاراً أغنت اللغة برموز موحية ودالة مما يجعل الأساليب الأدبية أكثر غنى، كما مثلت محاولات فكرية وتجارب أولية واستنتاجات لها مظاهر منطقية، وتتحدث الأسطورة بطريقة تاريخية عما ليس بتاريخ تاريخ حياة ما قبل الحياة وما بعدها. واذا كان للتاريخ بداية فإن الأسطورة تشكل بداية البدايات. إن في الأساطير قصص تاريخ الآلهة الوثنية وأنسابها، كما أن الأساطير قدمت تفاسير لكل مظاهر الوجود كظهور الشمس والقمر، والمطر والثلج والجبال والأودية، لقد أدركت الشعوب التي أنتجت الأسطورة قوة هذه العناصر وخصائصها. كقوة الماء على النار،