لم يلق واحد منها ما لقيه من عناية العلماء به، وقد قال الزمخشري في مدحه وهو من معاصري الحريري: أقســـــــم بالله وآياته ومشعر الحج وميقاته أن الحريري حريٌّ بأن نَكتُبَ بالتبر مقاماته وهو الكتاب الرابع من كتب المقامات حسب التسلسل التاريخي، وثانيها: مقامات أبي النصر عبد العزيز بن عمر السعدي المتوفى سنة 405هـ وثالثها: مقامات ابن تاقيا عبد الله بن محمد المتوفى سنة 485هـ ورابعها: مقامات الحريري. جعل الحريري بطلها الحارث بن همام البصري، ورد البصرة وكان شيخاً بليغاً وسحر الناس بفصاحته في مسجد بني حرام وهو يسألهم أن يعينوه في فك ولده من أسر الروم. ثم بنيت عليها سائر المقامات. قال ابن الجوزي: وعرض المقامة الحرامية على الوزير أنوشروان فاستحسنها وأمر أن يضيف إليها ما شاكلها فأتمها خمسين مقامة. وعثر ابن خلكان سنة 676هـ على نسخة منها بخط الحريري، وقرأ فيها أنه ألفها للوزير جلال الدين بن صدقة، عدَّ منها حاجي خليفة أربعين شرحاً ونص على أن أجودها شروح أبي العباس الشريشي المتوفى سنة 619هـ، وأضخمها شرح ابن الساعي البغدادي المتوفى سنة 674هـ وهو في خمسة وعشرين مجلداً، وأقدمها: شرح أبي سعيد الحلي تلميذ الحريري،