الفصل الرابع سنوات ما قبل المعركةتحت ظل الشجرة الوارفة في الحقل جلست الأم وولدها البالغ من العمر ثلاث سنوات يراقبان الأب وهو يعمل مجتهدا في الحقل، وكانت السماء غائمة في هذا اليوم الخريفي المعتدل وهواؤه المحمل ببعض الغبار. وكانت الأم تداعب طفلها وهو يركض حولها مقيقيا وهي تلاعبه فتخفي وجهها بكفيها ثم تكشف وجهها فجأة وهي تضحك فيقهقه الطفل ثم يختبئ خلف الشجرة العتيقة ثم يركض ويلقي نفسه في حجر أمه وهي تلقفه ضاحكة.وعلى غصن من أغصان الشجرة كان يجلس القط متابعا الطفل بنظره وتعتلي وجهه نظرة مخيفة وكأن عينيه قد قدت من الجمر وقد أصبح القط قويا وضخمًا ومخيفا، خاصة وهو يجلس مبرزا مخالبه التي تبدو کمخالب الليث، وبين برهة وأخرى يمسح بنظرته الثاقبة المخيفة المكان حول الطفل، فهو يعلم جيدا أن الطفل مرصود ومطلوب، وأن أي خطأ أو تقصير في حماية الطفل سيكون مصيره السجن في كهف الزمن المرعب فكان يقظا متحفزا منتبها بكل ما يملك من حواس ومن قوى ليوفر للطفل الحماية والأمان،