حكم جلس الحاج احمد بين اشجار بستانه وهو يتابع العصافير مستمتعا بالشويها العذب والنسيم العليل يحمل عبير الازهار فجاه لمح حفيده شعيبا مقتعدا عتبه الدار وقد غامت ملامحه بالحزن مد الجد يده الى سله صغيره بجانبه ثم التقط برتقاله ناضجه وناولها لحفيدهم ولاطفا اراك على غير عادتك يا شعيب تلقف الصغير البرتقاله في صمت ثم تنهد متذمرا لقد وبختني امي مجددا لانني لم ارتب فراشي هذا الصباح نظرا الحاج الى حفيده في حب فراى الاسى لا يزال يخيم على ملامح الصغير وهو يتساءل في براءه لست ادري ما الفائده من ترتيب الفراش ما دمت سابعثره ليلا ضحك الجد حتى دمعت عيناه ثم دنى منه قائلا يا صغيري لو تاملت اشجار هذا البستان لادركت ان كل شيء حولنا يقوم على التوازن بين الحق والواجب هذه البرتقاله التي تحملها بين يديك لم تكن لتحضى بها لو لم نتعهد الشجره بالعنايه والسقي كل يوم اطرق شعيب براسه وهو يتامل البرتقاله بين يديه بينما تابع الجد فكما لك الحق في النوم على فراش نظيف ومرتب فان عليك واجب العنايه به الحياه كلها قائمه على هذا القانون ولا شيء ينال بلا جهد انظر انظر الى النمله والنحل والطير وسائر المخلوقات كيف تكد وتجتهد حتى تنال رزقها ابتسم شعيب اخيرا ثم رفع عينيه في مرح قائلا وهل تنهر النمله صغارها ايضا حين يهملون ترتيب فرشهم ربه الحاج احمد على كتف حفيده ضاحكا لا اعلم لكنني واثق من انهم يتعلمون كلهم منذ الصغر ان التوازن بين الحق والواجب مفتاح العيش في نظام وانتظام نهض شعيب في حماس قائلا مع تحق يا جدي من اليوم من اليوم ساحرص على اداء واجباتي واعدك الا اتهاون مره اخرى ساذهب الان كي اعتذر من امي واروي لها حديثنا الشيق ثمينة