فهي مؤسسة إدماج اجتماعي، وإكسابهم القيم و الاتجاهات السليمة و المهارات العالية والقدرة المعرفية في بناء المجتمع و النهوض به و إذا كانت جل دول العالم قد اعتمدت مبدأ المواطنة، فليس ثمة اتجاهــًا واحدًا لتطبيق تدريسها في المناهج، حيث تتجه بعض الدول إلى إدراج المواطنة ضمن المنهج المعرفي بينما دول أخرى تدمج تدريسها ضمن المواد والأنشطة المنهجية المختلفة وثمة دول تجعلها منهجــًا قائمــًا بذاته تحت أسماء مختلفة، كالقيم الإنسانية وعالم واحد والتربية الأخلاقية و التربية الوطنية . وثمة دول تجعلها برنامجاً قائمــًا بذاته "فطن"في القطاع الحكومية الآخرى. التجربة اليابانية ويسمو بالجماعة، ويرسخ قيم المشاركة، ويغذي الفرد بالاتجاهات التي تعلي من شأن الانتماء القومي، ويحث على التضحية بالمنفعة الشخصية في مقابل الصالح العام. وليس في اليابان منهج دراسي مستقل لتدريس المواطنة، وإنما تتوزع موضوعاتها على معظم المقررات والمواد الدراسية في جميع مراحل التعليم العام، مع التركيز بشكل خاص على الدراسات الاجتماعية، ومن أبرز الموضوعات التي تدفع باتجاه ترسيخ المواطنة لدى طلاب التعليم العام في اليابان: - الأوضاع الدولية والسياسة اليابانية تجاهها. - مصادر الثقافة اليابانية. - التأثير المتبادل بين اليابان والثقافات الأخرى. وغيرها من الموضوعات. وتدعم هذه الموضوعات بالأنشطة المختلفة ذات العلاقة، إلى جانب ذلك ثمة «أنشطة تطوعية وثقافية داعمة، لا تقل أهمية عن سابقتها في تنمية الاتجاهات الخاصة وبث روح المسؤولية وتماسك الجماعة، ومن أمثلة ذلك تكليف الطلاب بنظافة قاعات الدراسة، أو تنظيم المدرسة بالاشتراك مع المعلمين والإداريين أحيانــًا، وقيام الطلاب بتحضير وتقديم الوجبات الغذائية المدرسية ونحو ذلك. وعلى مستوى المدارس الثانوية يعقد مؤتمر سنوي يتسابق إليه الطلاب لتقديم ما لديهم من أفكار في مجال التربية الوطنية، وتقدم الجوائز للجهود المتميزة، وخلال السنوات الماضية تقدم الطلاب بالعديد من البحوث القيمة التي نالت الجوائز، إصلاح البيئة المحلية. - «فهم الشعوب والثقافات المختلفة». - «تنمية استعداد الطلاب على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعهم». - «زيادة الوعي بالمشكلات والقضايا المحلية والعالمية». التجربة الدنمركية وهي أشبه بالتجربة اليابانية، وإنمــا وزعت موضوعاتها على المواد الدراسية والأنشطة الصفية واللا صفية، ويتركز محتواها العلمي على حقوق الإنسان والتضامن والحوار والتسامح والمسؤولية نحو المجتمع والمسؤولية نحو عالم الطبيعة والعلاقات مع الآخرين. ومن أبرز سمات التجربة الدنمركية في تدريس المواطنة: والبحث عن القاسم الحضاري المشترك». - «التأكيد على تنمية مهارات التفكير والحياة في إعداد موضوعات التربية الوطنية، كالحوار والتفاوض وتقبل الآخر والقبول برأي الأغلبية، والتشجيع على استخدام التفكير في حل المشكلات والعمل في إطار الفريق». - «الاهتمام ببناء الذات في المجالات المعرفية والنفسية والاجتماعية، التعليم للتعايش مع الآخرين)، فالمواطن المنتج المسؤول والمنفتح على العالم، وفي التجربة الدنمركية، والتي تستهدف بالأساس الارتقاء بأبعاد ثلاثة في شخصية المعلم: ويكون سلوكه مطابقــًا لأفكاره التي يبثها في عملية التعلم، ثانيـــًا: البعد المهاري، من خلال الممارسات اليومية لطلابه، وقدرته على استثمار المواقف، وتطبيق المناهج الدراسية عمليــًا في جميع المواد، كأن يأخذ الطلاب إلى الأماكن التي تحكي عنها الدروس النظرية، حيث إن من أبرز صفات المعلم المعززة للانتماء الوطني، وجعلهم أكثر عزة وكرامة وتضحية من أجله، بدأت كوريا الجنوبية في وضع نظام تعليمي ثوري، وأول السلم إلى تحقيق ذلك هو جعل الطالب يعتز بوطنيته، ويسعى بكل قوة لأن يكون مواطنــًا صالحــًا في خدمة بلاده. وإلى جانب اهتمامها بالعلوم والمعارف الحديثة، من رياض الأطفال إلى التعليم الثانوي، بعرض مفاهيم وقيم ومهارات الوطنية والمواطنة، مع الاهتمام بالجانبين السياسي والاجتماعي بشكل خاص، وليس من منهج مستقل لدراسة المواطنة، التفاهم والسلام. هو المناقشة والحوار وتنمية مهارات التفكير بهدف الوصول إلى: - «القدرة على فهم معنى الأشياء الوطنية الملموسة». - «القدرة على تمييز اللغة، والرموز الوطنية ذات الأهمية والخصوصية للمواطنين». ومعرفة تاريخها وصلتها بالحاضر». - «تطوير مهارات صنع القرارات وما تقتضيه من مناقشة بعض القضايا مع الآخرين». - «الانخراط والمشاركة في المشاريع والأنشطة التي تخدم الوطن». - «العمل على إعداد مواطن يحب وطنه وهو آخذ في اعتباره المتغيرات والظروف الدولية». - «احترام النظام والحفاظ على الممتلكات». يأتي في مقدمتها السمو بالوطنية والتربية للمواطنة، حيث تستهدف برامج ومناهج التربية الوطنية في كل ولاية تحقيق الآتي: - «فهم البنية الأساسية والوظيفية للحكومة المحلية والفيدرالية». مع مراعاة مبادئ الحرية والعدالة والمساواة». - «فهم المشكلات المحلية والدولية، - «تحسين حقوق الإنسان». وجدير بالإشارة إلى أن غالبية الولايات تكتفي بالمواد الاجتماعية أو القومية (التاريخ والجغرافيا) لترسيخ مبدأ المواطنة، حيث يعد التاريخ مادة إجبارية في جميع الولايات وبجميع المدارس، الدستور، أمــا الجغرافيا فينصب تدريسها على جغرافية كل ولاية، مع اهتمام قليل في الآونة الأخيرة بتدريس جغرافية العالم. الإسهام في البناء والإنتاج. حقوق الإنسان. وثمة ولايات تجعل التربية الوطنية مادة إجبارية كولاية ميرلاند. وهو أقدم أساليب تعليم المواطنة في الولايات المتحدة, ويهدف إلى تعليم الطلاب قدرًا محدودًا من الأنشطة السياسية، حيث تقدم سلسلة من الأنشطة، غالبــًا ما تكون عن طريق إعطاء الطلاب أسئلة للتكملة على استمارة معينة، التي تستهدف إخراج كفاءات يمكن قياسها، أو التجريبي، تتماشى مع خبراتهم، وتجعلهم يبحثون على نطاق واسع في المجالات السياسية، التجربة الفنلندية هي واحدة من أهم التجارب العالمية في ترسيخ مفهوم المواطنة بكل أبعاده، وكانت وزارة التربية قد اعتمدت خطة لتربية المواطنة، تجمع بين المنهج المستقل والشامل، حيث وضعت مادة دراسية مستقلة تحت مسمى «التربية الوطنية»، الحقوق والواجبات، السياسة الخارجية، والشركات متعددة القوميات، ودور الثقافة في التنمية، إلى جانب ذلك تخدم الأنشطة المصاحبة موضوعات المواطنة، وذلك بهدف تحقيق ما يلي: والأوضاع السائدة في المجتمع. وفي مقدمتها الثقافة المحلية. - إدراك الفرد لدوره في النهوض بمجتمعه والمساهمة في التنمية والسلام العالمي. التجربة الماليزية الذي تم اعتماده كهدف رئيس من أهداف النظام التعليمي، التي يتدرج تدريسها من رياض الأطفال حتى التعليم الثانوي، الحياة الاجتماعية، والمستهدف من تربية المواطنة في ماليزيا الوصول إلى الآتي: وتوفــر له المهارات التي يحتاجها في حل المشكلات، وأكثر تعاونــًا مع الآخرين. - غرس الانتماء الوطني لدى التلاميذ. - بث قيم العدالة والمساواة والحرية والشورى. - حب النظام واحترام القانون. - غرس روح المبادرة للأعمال الخيرية التي تسهم في تأصيل معنى المواطنة الصالحة. ولتحقيق هذه الأهداف، التجربة الصينيـة بنصيب كبير من الاهتمام على المستويين المركزي والمحلي، ويخصص لها منهج مستقل بذاته تحت مسمى «التربية السياسية» لجميع مراحل التعليم العام، باعتبار ذلك هدفًا رئيسًا للنظام التعليمي المعتمد في عموم الصين. إلا أنه ينظر إليها باعتبارها من أهم المراحل في مجال التربية السياسية، حيث تغرس بذور المواطنة وروح العمل الجماعي واحترام السلطة والالتزام بالنظام، وفي مراحل التعليم التالية (ابتدائي إعدادي ثانوي)، والتي يستهدف منها تحقيق الآتي: - احترام القانون والالتزام به. - رفع مستوى الوعي بأهمية العمل اليدوي واحترامه. - احترام الفرد لذاته وللكبار والسلطات. - تنمية الشخصية المتكاملة للفرد ليكون عاملًا فاعلًا بوعي اشتراكي اجتماعي ثقافي. - غرس روح المسؤولية لدى الأفراد وقبولها كمواطنين. فكرًا وسلوكــًا.