تتناول المحاضرة الثالثة الإبستمولوجيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى. يُعرّف علم الإبستمولوجيا بدراسة طرق اكتساب المعرفة وتحليلها، مُميّزاً إياه عن الفلسفة التي تدرس الحقائق والمفاهيم العامة، والعلوم التي تدرس الظواهر الطبيعية. بينما يتشابه الإبستمولوجيا مع الفلسفة من حيث المنهج، إلا أنه يركز على طرق اكتساب المعرفة تحديداً، بعكس الفلسفة التي تُحلل المفاهيم الأساسية للوجود. تختلف الإبستمولوجيا عن فروع الفلسفة الأخرى، كالأخلاقيات وفلسفة اللغة وفلسفة العقل، بتركيزها على اكتساب المعرفة ومصادرها. كما ترتبط الإبستمولوجيا ارتباطاً وثيقاً بفروع فلسفية أخرى، منها الأنطولوجيا (الفلسفة المعرفية)، والفلسفة العلمية، واللاهوتية، والأخلاقية، والسياسية، والجمالية، كونها تُعنى بطبيعة المعرفة، وهو الموضوع الأساسي للفلسفة. وتُعتبر الإبستمولوجيا عامداً أساسياً للفلسفة، متأثرة ومتأثرة بفروعها الأخرى. كما ترتبط الإبستمولوجيا ارتباطاً وثيقاً بنظريات فلسفية أخرى كالإيمانية، والميتافيزيقا، والجوهرية، والإشكالية، والوجودية، والدياليكتيكية، والبنائية، نظراً لإهتمامها بأسئلة الواقع، الحقيقة، الوجود، وبناء المعرفة من خلال التجربة.