هو لبيد بن أبي ربيعة؟ هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية العامريّ، فأبوه هو ربيعة بن مالك أو -كما كان يسمّى- ربيعة الممترين، وعمّه أبو البراء العامريّ فارس من فرسان مضر المشهورين وكان ملقّبًًا بملاعب الأسنّة، ١] وأمّه هي تامرة بنت زنباع من قبيلة عبس المشهورة. ١] قال الشّعر في صباه وكان شاعرًا فحلًا من فحول الشعراء الجاهليين حتّى قال قصيدةً عُدّت من المعلّقات، وكان -كما هو حال العربيّ- محبًّا لقومه كثيرًا، لأنّه هجر الشعر بعد دخوله الإسلام ولم يقل إلا ما ندر، وقيل أنّه لم يقل إلّا بيتًا واحدًا هو:[١] الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتّى لبست من الإسلام سربالا[٢] حياة لبيد بن ربيعة قبل الإسلام كيف كانت بداية الشعر عند لبيد بن ربيعة؟ بدأت حياة لبيدَ بن ربيعة يتيمَ الأب؛ ٣] وكان -منذ الصّغر- منساب القلم سيّاله، ويُروى في قصّة بدئه لقول الشّعر أنّ أميرَ عبس الرّبيعََ بن زيادٍ أتى الملك النّعمانَ بن المنذر وقال في بني عامر ما لا ترضاه بنو عامر، فساءهم ما رأوا من الملك في بلاطه، فلمّا رأى حالهم تلك طلبَ منهم أن يهجو الرّبيع بن زيادٍ فيُسيء سمعته بين النّاس، فاستصغروا أن يقول لبيد في العامر شيئًا ذا بال، فسألوه أن يشتُم نبتةً في طريقهم اسمها الثَربة: وهي نبتةٌ دقيقة رقيقة قصيرة قليلة الأوراق، وكذلك فعل في قصيدته: "مهلًا أبيتّ اللعن". أنف أن يُجالسه الرّبيع بن زياد فطرده من حضرته ومنعه من الدخول عليه، وكان هذا سببًا في أن يدنو بنو عامرٍ من الملك. ٤] حياة لبيد بن ربيعة بعد الإسلام كيف حوّل الإسلام شخصيّة لبيد بن ربيعة؟ لمَا ظهر الإسلام على قريش، وهاجر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة، أقبلت الوفود تتوالى إلى النّبيّ تبايعه على الإسلام، ومن الوفود التي جاءت وفدٌ من بني ربيعة، وكان جليّا أنّه أنهى حياة الشّعر بانتهاء الجاهليّة فيه، فقيل أنّه لم يقل سوى بيت بعد إسلامه؛ ٥] انتقل لبيد ابن ربيعة إلى الكوفة بعد أن صارت مصرًا من أمصار المسلمين في خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- وبقي مقيمًا فيها حتّى وفاته في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين للهجرة، وقد كان مُعمّرًا حيث عاش خمسًا وأربعين سنة بعد المئة. ٥] ومن مواقفه مع عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- أنّ عمر أمر واليه على الكوفة مرّةً أن يسأل لبيد عمّا كتب من الشّعر، ٦] إنجازات لبيد بن ربيعة ما هو أعظم إنجاز أنجزه لبيد بن ربيعة؟ من أعظم ما أنجز لبيد بن ربيعةمعلقة في تسعة وثمانين بيتًا، وهي من عيون الشّعر الجاهليّ بل العربيّ بشكل عامّ، وقد امتازت بقوّة ألفاظها وحسن عبارتها مع متانة في الأسلوب، يصوّر فيها الشّاعر حياة العربيّ البدويّ وأخلاقه ويذكر فيها شوائب النّفوس من مجون وهوى. ٥] وقد بدأ بها -على عادة الجاهليين- يصف آثار الدّيار والمحبوبة، ثمّ مرّ يصف حياته وحسن بلاءاته وأخلاقه وقومَه على سبيل الفخر. وقد تنوّعت المواضيع الشّعريّة التي كتبها بين فخر وحماسة وغزل ووصف ورثاء وغيرها. ٧] اقتباسات من شعر لبيد بن ربيعة قال في معلّقته: عفت الديارُ محلّها فمُقامها بمنّى تأبّد غولُها فرجامها والعينُ ساكنةٌ على أطلائها عوذاً تأجَّلُ بالفضاءِ بِهامها فوقفتُ أسألها،