إن معظم أحداث المسرحية، بانوراما تاريخية طويلة، وقد وضع إزاء هذه الخلفية، تفاعلات الشخوص بقضايا المجتمع كلازمة درامية، لدفع الفعل الدرامي إلى الأمام بطريقة غير احتمالية وغير منطقية. كذلك جمع في لكع بين المأساة والملهاة، بين الوضوح الجاد وبين الأسلوب الساخر، بين المسرح الجاد وبين الإنطلاق بعفوية. وكان يتعامل بجوهر الأشياء، فيأخذ من الواقع مواضيعه ومن التراث أداته. ولا شك في أن القيام على إحياء هذا الفن وتطويره من شأنه أن يخلق لنا مسرحاً عربياً متميزاً. إن مسرحية (لكع بن لكع) تمثل دراسة فلكلورية تحلل الذات الفردية والجماعية، سواء في استقلالية الذات أو من خلال تفاعلها، لقد عاد الكاتب فيها إلى المخزون التراثي الغنائي، والتشخيص الذي يجري علىألسنة أهل فلسطين، ويوثق الخلفية السياسية والفكرية التي استندت عليها أحداث الفعل المسرحي. وأكسبهم من خلال تفاعلاتهم الفردية والجماعية، أبعاداً وقيماً جديدة تنطق ضمير الشعب الفلسطيني في محنته، لقد غاص إميل حبيبي إلى عمق الشخصية العربية، فهو في الوقت الذي تتهدد فيه الهوية الحضارية العربية، إثر الغزوات المتلاحقة عليها في نهاية القرن الماضي ومنتصف القرن الحاضر (العشرين)، وذلك بتحليل واستلهام الموروث الشعبي الذي يرتبط به.