مفهوم فن النقد وانتقاد الآخرين ومقالاتهم؛ وقد قسَّموه أنواعاً؛ ومنها ما يتعلق بالصّور الذهنيّة، والخيالات الشعريّة، ومنها ما يعود إلى الأوزان والمقاطع والقوافي وغير ذلك، ومنها ما يعود إلى ائتلاف بعض ذلك ببعض؛ وإذا كان المتقدّمون قد أبدعوا وأجادوا في نقد الألفاظ وتعلّقها بمعانيها، وتوسَّعوا في نقد الصور الذهنيَّة والدوافع الوجدانيَّة، والشِّعْر على مختلف أشكاله كفنّ من الفنون الجميلة وما من فن ناجح أو عمل ناجح إلا وتبعه نقد بنّاء حتى يصل إلى أفضل المستويات إن لم نقل إلى الكمال ومن أهمية النقد فقد كتب الشيخ طارق عوض الله كتاب سماه (( النقد البناء لحديث أسماء )) وأيضاً كتب الدكتور إحسان عباس كتاب سماه (( تأريخ النقد الأدبي عند العرب )) وكتاب ( )أسس النقد الأدبي عند العرب )) للدكتور أحمد أحمد بدوي، وأيضاً كتب د. سعد أبو الرضا مهمة جداً في جانب النقد كمنهج ومن أبرز كتبه ((النقد الأدبي. مناهجه وأسسه الجمالية)) وكتاب عن النقد الثقافي للغذامي، وكتاب ((النقد المنهجى عند العرب )) للدكتور محمد مندور، وفي هذا الفن كتب كثيرة ومقالات تفصيلية قد تحدثت عنه بمختلف جوانبه . أسباب اختيار الموضوع : - كثرة الأخطاء التي نراها على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعات بل حتى على مستوى الشعوب. - إن ترك النقد هو توقيع على التزكية لبعض الأعمال وسوف تدخل فيه الأنا والذاتية في الأمور مما يؤدي إلى تضخم الأخطاء . - عدم الفهم الصحيح لمصطلح النقد حيث انتشر أن النقد تصيد للعيوب وإظهار للزلات. - أهمية النقد حيث عن طريقه يتم تصحيح الأخطاء. - تفعيل النقد البناء وإحياء دوره لما يترتب عليه من آثار حميدة. - انتشار النقد غير البناء بين أفراد المجتمع وخصوصاً بين الصالحين منهم. - التحذير منه ومحاولة تقديم العلاج لهذا النوع من النقد. تعريف النقد: بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شيء من الأشياء بعد فحصه ودراسته أو تمييز الجيد من الرديء، والحسن من القبيح، وهذا الذي يمكن أن نسميه النقد البناء. ويمكن تعريفه بأنه: بيان الأخطاء ومحاولة تقويمها. ب- المعنى الثاني: العيب والتجريح، وهذا هو الذي يمكن أن نسميه النقد غير البناء، أو النقد المذموم. أما في الأدب معنى النقد : دراسة النصوص الأدبية في الأدب ، وذلك بالكشف عما في هذه النصوص من جوانب الجمال فنتبعها ، وما قد يوجد من عيوب فنتجنب الوقوع فيها * حكم النقد : أما النقد البناء فهو مشروع ويأخذ مشروعيته من أنه لا يخلو من أمور ثلاثة: فهو إما أن يكون نصيحة : والنصيحة مأمور بها، وقد ورد الحث على إبدائها في أكثر من حديث كما ورد (( عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ )) . أو يكون النقد أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر: وتعلمون أيضاً الآيات والأحاديث الواردة في ذلك مثل قول الله تعالى: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)) (سورة آل عمران 110). وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ )) . وقد يكون النقد داخلاً في محاسبة النفس: وهذا نوع من أنواع النقد وهو ما يسمى بالنقد الذاتي ومحاسبة النفس، في مثل قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ )) (سورة الحشر: 18) . وعن شداد بن أوس قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله )) . ومعنى دان نفسه : أي حاسبها . وعن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال: ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،