إن الفطرة السلمية هادية إلى الله، فالعاقل يفتح عينيه على وجوده، ووجود كل مخلوق في هذا الكون الفسيح، فيرى بعين بصيرته يد الله تعالى تصرف كل شيء في هذا الكون، وجاءت شرائع الله تعالى وفق دلائل الفطرة مصدقة لها فيما تشهد به ناهيك بما في القرآن الكريم - كتاب الله تعالى الذي حفظه بعينه، ووقاه كل تحريف وتبديل - فكم تجد في تضاعيف آياته وإشراق بيناته ما يرد العقول الزائغة إلى الفطرة السوية، فيبدد عنها أغشية الضلال التي حجبتها عن إدراك الحقيقة عندما مالت عن فطرتها، فكم من آية في كتاب الله تؤكد أن كل ما يصيب الإنسان من صحة أو سقم، فإنما ذلك كله مرده إلى أمر الله ، ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ ولم يكن ما قدره الله له من خير أن يخطئه، أو كتبه عليه من شر أن يجنبه،