الرابعة: وقوع (أن) بعد القول وكلاهما لا وجه له أمّا فعل القول فيحكى بعده الكلام من غير أن يتوسط بينهما حرف التفسير، وكلاهما غير مستقيم لأن البدل هو الذي يقوم مقام المبدل منه، ما أمرتهم إلا بما أمرتني به، قال ابن المنير: هذا التأويل لتوقع (أن) المفسرة بعد فعل في معنى القول، فانه لولا ما بين القول والأمر من التفاوت المعنوي، والثالث: أن يكون الذي قبلها كلام تام, ﭧ ﭨ ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ الأعراف: ٤ كلام فصيح وارد على حده))( ). فلما رأينها تتوسط بينهما والكلام حينئذ هو الأفصح أو المتعين، المعنى أهلكناها فجاءها بأسنا بياتًا ‌أو ‌وهم ‌قائلون، كقولك: ‌(إن ‌زيدا ‌لسوف ‌يقوم)( ). وأوضح الشاوي: مراد ابي حيان على من يجعل اللام للحال يتعين الجواب بما قاله , وبيّن ابن عطيه: ان اللام مجلوبة للحكاية لكلام تقدم بهذا المعنى, كأن قائلا قال للكافر إذا مت يا فلان ‌لسوف تخرج حيا فقرر الكافر على الكلام على جهة الاستبعاد وكرر اللام حكاية للقول الأول( ). بل هو من كلام الكافر استفهام على معنى الجحد والانكار. وقياس مذهبه أن يمنع كالكوفيين. ثم حمل على ذلك ما لا تتوالى فيه الحركات واما قوله تعالى لعلهم يتذكرون فهم يرجوان من فرعون الايمان بل تأويله على ما ذكره شيخنا عز الدين عبد السلام( ) (رحمه الله) عاملكم معامله الراجي))( ). كأنه قال: على رجائكم وطمعكم في التقوى. وهو: الترجي في الشيء المحبوب، لأنَّ الأصل ألاَّ تخرج الكلمةُ عن معناها بالكلية، وجعلوا منه قوله تعالى ﭽ ﮥ ﮦ ﭼ البقرة: ٢١، المعنى الرابع: بمعنى للاستفهام قيل: معنى (لعلَّ) هنا الاستفهام: ذكَره الكوفيون، وجعلوا منه قول متمم وجعلوا منه قول أمرئ القيس: فإذا قلت افتقد فلانا لعلك تنصحه كان إخبارا باقتراب وقوع الشيء وأنه في حيز الإمكان إن تم ما علق عليه فأما اقتضاؤه عدم جزم المتكلم بالحصول فذلك معنى التزامي أغلبي قد يعلم انتفاؤه بالقرينة وذلك الانتفاء في كلام الله أوقع، وقد قوّى أبو القاسم الكرماني والرازي والسمين الحلبي وابن عادل ما قاله ابن المنير فذكر الرازي: الكلام على ظاهر هذه الآية يقع في مقامين: إنما الكلام لولا زيد لهممت بك فجواب لولا شاذ وغير موجود في الكلام الفصيح. وقد أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية، وكذلك رجح الرازي ما ذهب اليه العراقي وهو أن يفسر الهم بحديث النفس،