الدراسة الأدبية:تلاحظ في هذه الأبيات موقف الشاعر الاغترابي، وله شعر في عزوة أحد، ومن يعد إلى سيرة ابن هشام يجد له أبيات شعر كثيرة، كان يتغنى فيها بالنصر على المسلمين، فهذا هو الآن يهرب مهدور الدم، فتضين عليه الأرض بما رحبت، فيرجع طالبا الأمان، عندما كان الشيطان صاحبه، فكاد أن يودي به إلى التهلكة، وهو في أبياته بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم) بأنه سوف يُدافع عن الإسلام، وسيرتق الفتق الذي أحدثه وهو على كفره وجاهليته. ويضيفه إلى الله تعالى، ففي الماضي قام بالفتك، وفي الحاضر يقوم بالإصلاح، ويصف الماضي بالهلاك الذي ارتكب به أخطاء فادحة، ويقدمه من خلال ضمير المتكلم، ولكنه قبل أن يقدم هذا الماضي، يقطع وعدًا على نفسه بأن السلاح الذي حارب به الرسول هو نفسه سيصبح أداة تصلح هذه الحرب، وذلك من خلال تركيب اسمي مؤكد للجمل التي تحمل الثبوت والديمومة.- يا رَسُولَ المليك : النداء أسلوب إنشائي يخلق التفاعل والحيوية، الذي ملك كل شيء. وهي التي تباري الشيطان، فهو ينوع باستمرار في الأعمال البور التي كان الشيطان يؤديها سابقا، والشيطان في الفكر الإسلامي رمز الضلال.ومن مال مَيْلَهُ مَثبُور: ينظر إلى الماضي بعين الحاضر، ويقر بأن من اتبع طريق الشيطان هالك لا محالة، وقد أتى بالفعل (مال) الذي يحمل دلالة الانحراف عن طريق الاستقامة.- آمن: فعل ماضي يقصد به الحاضر، فقد آمن اللحم والعظام.- وينسب الرب لنفسه (ربي)، وليس رب محمد، وقد تغلغل الإيمان في قلبه وشهد كل ما فيه بأن محمدا هو النذير، والنذير اسم قرآني للرسول سماه به الله، ويكشف هذا عن تصديق الشاعر بالوحي الإلهي.- ثم يقطع عهدًا جديدًا على نفسه بالدفاع عن الرسول، وجاء العهد بصيغة اسم الفاعل (زاجر)، وكأنه سيخصص حياته للدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام، فكلهم مغرور، وهذه العداوة ليست قناعة عقلية. جئتنا، الصدق، وتحمل النور، فالقرآن رمز للهداية والحكمةوالقوة.- أذهب الله ضلة الكفر عنا: شيء ماضي كان يعيشه، أتانا) فاستعادت الروح طهارتها، وتنعمت القلوب.