حدثنا عيسى بن هشام قال “اشتهيت الأزاذ وأنا ببغداد، فإذا أنا بسواديّ يسوق بالجهد حماره، من أين أقبلت؟ وأين نزلت؟ ومتى وافيت؟ وهلمّ إلى البيت. أم شابَ بَعْدي؟ فقال: قد نبت الربيع على دمنته، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، فقلت: هلمّ إلى البيت نصبّ غداء، أو إلى السّوق نشتر شواء، فقلت: افرز لأبي زيد من هذا الشّواء، ورشّ عليه شيئاً من ماء السّماق، فأنحنى الشّوّاء بساطوره، وقلت لصاحب الحلوى: زن لأبي زيد من الّلوزينج رطلين فهو أجرى في الحلوق، قال: فوزنه ثمّ قعد وقعدت، ثم قلت: يا أبا زيد ما أحوجنا إلى ماء يشعشع بالثلج، اجلس يا أبا زيد حتى نأتيك بسقـّـاء، فلما أبطأت عليه قام السّوادي إلى حماره، ثم قال الشّوّاء: هاك، فجعل السّـواديّ يبكي ويحلّ عقده بأسنانه، ويقول: كم قلت لذاك القريد،