شهدت العصور الوسطى دولة من أقوى الدول وألزهاها، وعاش الناس في ظلها أياما موفورة الرخاء ، حافلة _في جملتها_ بالخصب ، وقد دفعنا ذلك الى التوفر على دراسة تلك الدولة ، فتناولناها بالبحث من مناح متعددة : علمية ودينية ، واقتصادية واجتماعية ،كتاب الدولة الفاطمية) **نشأة الدولة الفاطميّة: تُدعى هذهِ الدولة الفاطميّة أيضاً بدولة بني عبيد نسبةً إلى عبيد الله المهدى بالله، مؤسس السلالة العبيدية (الفاطمية)، وقد بأدت الدولة الفاطميّة من خلال الدعوة لها في أمصار المغرب العربيّ، عن طريق أبي عبد الله علي بن حوشب، وتمّ إعلان الدولة للخليفة الفاطميّ الأول عبيد الله الملقّب بالمهدي بتاريخ 297 للهجرة. وبعدَ حُروب عدّة استقرّت مصر في أيدي الفاطميين، واتّخذوا منها عاصمة لهُم، ولقّبوا المنصوريّة بالقاهرة وذلك في عام 358 للهجرة، وكانَ هذا في عهد الخليفة الفاطمي المعزّ لدين الله معد بن تميم.منصة موضوع**ظروف نشأتها: الدولة الفاطمية هي دولة شيعية إسماعيلية قامت في المغرب الأدنى ( إفريقية ) في أواخر القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي (297هـ/909م) . ولم يأتِ قيام هذه الدولة فُجائياً ، أو على سبيل المصادفة ؛ إنما سبقها تنظيمٌ دقيقٌ ودعوةٌ سرية استمرت سنوات طويلة ، ثم جهادٌ حربي طويل إلى أن استطاع الفاطميون توطيد أركانها . و لم يكن حلم الفاطميين لينتهي بتأسيس دولتهم المغربية هذه ، فإنها لم تكن سوى هدفٍ مبدئي وخطوة أولى نحو تحقيق أملهم الواسع ، ولكي يحقق الفاطميون حلمهم ذلك كان عليهم أن ينتقلوا بحكمهم إلى قاعدة متينة لهم في المشرق الإسلامي . فتوجهت أنظارهم إلى مصر، حيث كانت غنية في ثرواتها ، موفورة في خيراتها ، ذات موقع استراتيجي مهم يمكن منه الاستيلاء على المراكز الإسلامية القديمة ؛ بل والنفاذ والسيطرة على بغداد نفسها حاضرة الخلافة العباسية المعادية لهم.Pur Pleوهذا ما عَمَلَ الفاطميون على تحقيقه منذ قيام دولتهم في المغرب إلى أن استطاعوا ذلك فتمّت لهم السيطرة على مصر سنة 358هـ/969م ، وبذلك نجحوا في تأسيس دولة قوية شملت كل بلاد المغرب الإسلامي ومصر وهو مايعرف في العصر الحديث بمنطقة شمالي أفريقيا.منصة أريد)EnterPur Ple*ترجع المراجع الشيعية أن الفاطميين يعود نسبهم إلى محمَد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، أى أنهم من الطائفة العلوية، ومن ذرية النبى محمد صلى الله عليه وسلم، من ابنته فاطمة الزهراء ورابع الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبى طالب، بينما تنكر المراجع الأخرى هذا النسب وأرجعت أصل عبيد الله المهدى إلى الفرس أو اليهود. *عبيد الله بن الحسين المهدي يُعتَبرُ مؤسسَ سلالةِ الفاطميين، يعتبر مؤسس السلالةِ الفاطمية والإمام الحادي عشر للشيعة الإسماعيلية المشهور أنه عبيد الله بن الحسين الزكي عبد الله والمتفق عليه عند الشيعة الإسماعيلية وأيضا ايده المقريزي وابن خلدون وبناء على هذا يرجع نسبه إلى فاطمة الزهراء، من خلال الحسين بن علي.EnterPur Ple*وبحسب كتاب "شرح الصدور بأحكام المساجد والقبور" للشيخ على أحمد عبد العال الطهطاوى، فإن الشيعة العبيدية الفاطمية، من الفرق المنحرفة عن الشيعة الإسماعيلية، ولكن ميمون يدعى كذبا بأنه "إسماعيل" أوصى بالخلافة لابنه محمد الذى يزعم ميمون أنه نسله، وعلى هذه الكذبة (بحسب وصف المؤلف) أسس ميمون مذهبه الإسماعيلى، القرامطة، الحشاشين، إخوان الصفا، النصيريين، البهائيين، البوهرة. *ولفت الكتاب إلى أن "يصان" جد ميمون القداح، كان مجوسيا، أما ابنه ميمون فقد تظاهر بالإسلام، ووضع أسس الدعوة الإسماعيلية، ثم جاء من بعده ابنه عبيد الله، فعاونه فى وضع أسس الدعوة.Enter*قامت الدولة الفاطمية في المغرب الإسلامي "297-362هـ/909-972م" بفضل الدعاة الفاطميين وجهود قبيلة كتامة البربرية، فشكل قيامها مفصلا مهم في التاريخ الإسلامي حيث كونت خلافة مهمة نافست الخلافة العباسية في المشرق، وقد واجهت الدولة الفاطمية في المغرب ثورات عديدة كلفتها الكثير من الوقت والمال والجهد للقضاء عليها كان من أبرزها ثورة أبو يزيد مخلد بن كيداد الذي ينتمي إلى مذهب الخوارج.