أسلك مسلكًا في الكتابة لا يراعي فارق الزمان أو فارق المكان فضلأ على أن يراعي فبعد أن استثنيت من هذا الكتاب الأنبياء والرسل الذين هم أعظم صار الأمر عندي سيّان في ترتيب العظماء بما أراه مناسبا لإنجاز إلّا أن القلم يخجل قبل صاحبه أن يكون على رأس أول كتابٍ من نوعه عن عظماء أمة الإسلام مخلوقٌ غير أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه وأرضاه ، في فراسه الأخير وهو يأمر المسلمين أن يكون أبو بكر هو الإمام المقدَّم قائلأ: "ويأبى اللّه هذا الكتاب بحيث يكون أولهم هو أعظمهم في نفس الوقت ، فهو أول من سيدخل الجنة من البشر بعد الأنبياء، شعلة التوحيد التي تركها الأنبياء لينير بها ظلام الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها، وأبو بكر الصديق هو صاحب رسول اللّه !ي! قبل الإسلام وبعده ، وأبو بكر هو أولرجلٍ في التاريخ يومن برسالة محمد !و، الأرض بعد الأنبياء، وأبو بكر هو الرجل الذي حمل عبء الدعوة على عاتقه منذ أول وأبو بكر هو أول خليفة لرسول اللّه فيسَ!. والحقيقة أن عظمة أبي بكر رضي اللّه عنه وأرضاه وإن كانت قد برزت بعد إسلامه فقد كان أبو بكر من خيرة رجال مكة قبل فهو أحد العشرة الذين قُسِّمت بينهم أمور مكة في جاهليتها، فكان لزامًا على كل من أراد أن يستدين سيئًا في مكة أن يطلب كفالة أبي بكر الصديق أولًا. ولأن فضل أبي بكر الصديق لا يخفى على أحد من المسلمين ، فقد ارتأيت من باب الإيجاز أن لو لم يقدم أبو بكر سواهما للإسلام لكفياه لكي يتربع ولن أسترسل في ذكر الجانب الديني لهذا هو أقرب إلى الحياد التاريخي منه الففل الأول لأبي بكر الصديق عليئَ وعليك وعلى سائر المسلمين بل وعلى سائر بعد انقطاع الوحي السماوي وانتهاء زمن الأنبياء والرسل إلى الأبد، الأنبياء بدعوة التوحيد عبر جميع العصور، فامن بهم من امن وكفر بهم من كفر، أغلب أولئك المؤمنين وذريتهم انحرفوا عن جادة الصواب بعد موت أنبيائهم ، رسالة اللّه عن قصد أو غير قصد بعد أن ضاعت الكتابات الأصلية لهذه الرسالات ، فأسرك معظم العرب بعد موت إبراهيم باللّه الواحد واتخذوا لأنفسهم أصنامًا ظنًا بهم أنها بل إن بني إسرائيل عبدوا العجل لمجرد غياب موسى عنهم لمدة أربعين يومًا فقط ! واتخذ قوم نوح أولياء اللالصالحين أربابًا من دون اللّه بقصدٍ أو بدون قصد، بل وصل الشطط ببعض الناس لكي يطوفوا ولمّا كانت رسالة محمد !و هي اخر رسالة تبعث للبشر، فعلًا لولا أن سخّر اللّه لبني الإنسان رجلًا اسمه عبد اللّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر وهو نفسه الرجل الذي عُرِف في التاريخ باسم "أبي بكر الصديق" التبكيره في الدخول في الإسلام وتصديقه لحادثة الإسراء والمعراج من أول لحظة !(، فوقف هذا العملاق العظيم بعد موت حبيب روحه ورفيق دربه ، قاعدة عرفتها البشرية بعد الأنبياء، الفضل الثاني لأبي بكر يكمن في انتصاره على جيوش الروم والفرس في اَن واحد! وفعلًا قام باستخدام الوسائل السلمية في دعوة البشر، فأرسل رسله إلى ملوك الأرض إلا أن أولنك الملوك رأوا فأعلنوا الحرب على رسول اللّه أما إمبراطور الروم )أغسطس هرقل( وتمزق جيس )أدولف هتلر( شر ممزق عندما فكر في فتح جبهة "ستالين غراد" الشرقية، فبعد أن رفض أباطرة الفرس والروم السماح لدعاة الإسلام بنقل رسالة التوحيد للشعوب المستضعفة، خالد بن الوليد(، وزلزل أبو بكر ديار الروم على الجبهة الغربية بجيشبى تحت قيادة العملاق )أبي عبيدة عامر بن الجراح (، وما هي إلا سنيّاقي قليلة من إعلان أبي بكر الحرب على أعظم إمبراطوريتين عرفهما التاريخ في وقمتى متزامن حتى أصبحت دولة الإسلام الدولة الأولى في العالم بأسره . القاعدة العسكرية ، أمة الإسلام إ( ليقف علماء التاريخ العسكري عاجزين عن حل تلك الأحجية السحرية! فلقد دارت تلك الأحجية السحرية أيضا حول رجلٌ ظهر في أقصى بلاد المغرب بل قام بقتال أعظم ثلاث إمبراطوريات في العالم انذاك ! فمن يكون ذلك الرجل العظيم الذي أنجبته أمة الإسلام والذي أصبح اسمه رمزًا لثوار العالم في الأرض كلها؟ وكيف استلهم منه ثوار اسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية معنى الكفاح المسلح ؟ وكيف اعتبره ثوار فيتنام أستاذًا لهم في معركتهم ضد الإمبريالية العالمية ؟ وما حكاية معركة )أنوال ( الأسطورية التي كانت وبلا سك يومًا من أيام اللّه