إضافة إلى قياس الذكاء العادي، الذي سمي فيما بعد الذكاء التقاربي، فقد نشأت الحاجة إلى إيجاد مقاييس للإبداع، والتي سميت مقاييس الذكاء التباعدي، وكانت هذه المقاييس وليدة النصف الثاني من القرن الماضي، ونشأت الحاجة إليها في أعقاب إطلاق الروس للقمر الصناعي الأول حول الأرض، الأمر الذي حفز الأمريكيين إلى تعديل مناهج العلوم في مدارسهم، ومحاولة الكشف عن الأفراد الذين لديهم القابلية للإبداع من أجل رعايتهم وتعهدهم. ومن أهم الذين عملوا في قياس الإبداع عالم النفس المشهور جيلفورد، وكذلك تورنس حين نشر كل واحد منهما طائفة من هذه الاختبارات ما زالت لها مكانتها وأهميتها. وهذه الاختبارات تسأل عن أفكار وإجابات أصيلة وجديدة ومتنوعة بدلاً من أن تسأل عن أفكار أو إجابات محددة. فقد يعطى المفحوص قصة ناقصة ويطلب إليه إتمامها بعدة كيفيات، كأن تكون نهايتها سارة أو حزينة، كما أنه قد يعطى شكلاً هندسياً معيناً ويطلب إليه تجزئته إلى أشكال هندسية ليحصل من ذلك على أكبر عدد ممكن من هذه الأشكال، وقد يعطى كلمة معينة ويطلب إليه إعطاء كل الكلمات التي تشبهها بصورة أو بأخرى،