التلوث الإشعاعي: لم تكن مسألة التلوث بالمواد المشعة وليدة حدث بدأ في هيروشيما وناكازاكي في اليابان عام (١٩٤٥) خلال الحرب العالمية الثانية بل هذين الحدثين الأسوء في تاريخ الإنسانية مجموعة كبيرة من تجارب تفجيرات القنابل الذرية والهيدروجينية على الرغم من الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على إجراء هذه التجارب منذ عام (١٩٥٢) ، أما إذا أجريت التجارب النووية تحت سطح الأرض فإن هناك خطر من تسرب بعض الإشعاعات النووية إلى المياه الجوفية وقد تحملها معها هذه المياه إلى الأنهار التي تستخدم مياهها الأغراض الري فتسبب تلوث التربة والنبات، ولكن المشكلة الأكبر هو أن العمر الزمني لمناطق التلوث الإشعاعي يستمر لفترة زمنية خيالية قد تصل إلى (٤, ٥) مليار سنة الأمر الذي يحتم معالجة هذا التلوث بالسرعة الممكنة والتي تتطلب إزالة كل المواد المعدنية الملوثة من المنطقة المصابة بالتلوث الإشعاعي مع إزالة (١٠) سم) من مجموع المساحة الملوثة من سطح التربة وتحتاج هذه الإجراءات إلى تكاليف مالية هائلة ولفترة طويلة من الزمن الحفيظ ، وقد تسبب المحطات النووية تلوثاً إشعاعياً من خلال ما تتعرض له من حوادث تؤدي إلى تسرب الإشعاعات وخير مثال يذكر في هذا المجال هو حادثة تشرنوبيل في روسيا عام (١٩٨٦) إذ أدى الانفجار الذي حدث في هذه المحطة النووية إلى دفع كميات كبيرة من النواتج المشعة إلى الجو انتشرت في المنطقة وحملتها الرياح بعيداً ووصلت إلى بعض دول أوربا وقد غطت السحابة المشعة الناتجة عن هذا الانفجار مساحات تقدر بمئات الآلاف من الهكتارات، ومن الأمثلة التي يجدر ذكرها كمنطقة تعرضت للتلوث الإشعاعي هو ما حصل للعراق خلال حرب الخليج الثانية عام (۱۹۹۱) وكذلك الحرب التي وقعت عام (۲۰۰۳) إذ تم استخدام أسلحة مصنعة من مواد مشعة خطرة جداً هي اليورانيوم المنضب والذي أدى إلى تلوث الهواء والماء والتربة على حد سواء إذ تحتوي هذه الأسلحة على العناصر الثقيلة التي تشكل خطورة حتى وأن كانت بكميات ضئيلة جداً ،