ندرج نظرية المخالطة الفاصلة تحت فئة النظريات النفسية الاجتماعية المفسرة للسلوك المنحرف، فهي تضع في اعتبارها الاتجاه النفسي والاتجاه الاجتماعي، وتنظر النظريات النفسية الاجتماعية إلى الشخصية الإنسانية باعتبارها المتغير الوسيط الذي يكشف عن جوانب البناء الاجتماعي، يؤكد فيها ويصر على أن السلوك الإجرامي سلوك يتم تعلمه واكتسابه في بيئة اجتماعية. فقد بات واضحاً أن الإحصاءات الرسمية للجريمة تدعم وجهة النظر القائلة بأن علم دراسة الجريمة ينتمي إلى ميدان علم الاجتماع، أكثـر مـن كونه ينتمي إلى ميدان علم البيولوجي أو علم النفس. بمعنى أن الفرد لا يصبح مجرم بدون خبرة إجرامية سابقة وتدريب كاف على السلوك الإجرامي. فإذا تعرض الفرد للاختلاط بالمجرمين أصبح فريسة سهلة لتعلم الأنماط الإجرامية، ويذكر " سذرلاند " أن تعلم السلوك الإجرامي يتوقف على معدلات مرات التكرار والمدة الزمنية وعمق العلاقة ودرجة تأثيرها، وأن تعلم سلوكيات وثقافة أشخاص المختلط بهم ينتج من عدة طرق يتعلم منها الشخص السلوك المنحرف وليس عن طريق وسيلة واحدة لقد عرض " سذرلاند " مبادئ هذه النظرية في فصل تمهيدي بعنوان" نظرية اجتماعية في سلوك المجرم " من كتابه " مبادئ علم الجريمة ". -السلوك الجانح متعلم : ويعني ذلك أن هذا السلوك ليس وراثيا وأن من لم يتلق تدريبا على الإجرام لا يخترع الجريمة كما يمكن أن يتم بالمثال والقدوة يشمل التدريب على الانحراف تعلم تقنيات ارتكاب الجريمة وهذه تكون بسيطة أو معقدة توجيه الدوافع والميول والتفكير والاتجاهات نحو الانحراف. وهو ترابط يصح على جماعات المجرمين وغير المجرمين، ويصبح الفرد جانحا إذا وجد أمامه نماذج ومعايير سلوكية جانحة لا تجابهها معايير متكيفة على درجة كافية من القوة التدريب على الإنحراف لا يتم من خلال التقليد وإنما من خلال أوليات عمليات التعلم العادي لأن السلوك غير الجانح هو أيضا تعبير عن نفس الحاجات والقيم، فاللص يسرق كي يحصل على نقود (قيمة) والعامل يعمل من أجل نفس الغاية، ولذلك فكل الأسباب التفسيرية التي أعطيت للانحراف غير مجدية لأنها نفسها تفسير السلوك المتكيف. في هذه العبارة " يصبح الشخص جانحا بسبب توصله إلى تعريفات أو تحديدات ملائمة لمخالفة القانون. person situation complexe أمر يتوقف على الشخص المتضمن فيه، إذن فالموقف مرتبط بالشخص، لأن موقفا معينا ربما يؤدي إلى ارتكاب شخص معين لجريمة ما، ولكنه لا يؤدي بآخر إلى ذات الفعل. وتدريبه على الانحراف وتدرجه فيه، ومواثيق الشرف التي تحكم تصرفاتهم، وعلاقتهم مع المجتمع الكلي. ان الجريمة حسب هده النظرية لا تحدث الا بوجود فرصة مواتية لارتكاب الجريمة والظروف المناسبة لذلك وهذا الموقف يحدده الشخص المجرم تبعا للشخصية وتجارب الفردية و التنشئة الاجتماعية لصاحب الفعل الاجرامي،