تُعدّ الأسرة أهم مؤسسة اجتماعية للتنشئة الاجتماعية ونقل التراث عبر الأجيال. فهي تبدأ بتشكيل شخصية الطفل منذ ولادته، من خلال تعليمه اللغة، والعادات، والتقاليد، والقيم، والمعتقدات، وأساليب التعامل مع الآخرين، وكيفية ضبط سلوكه، واحترام الآداب الاجتماعية. وتُسهِم الأسرة في انتقال الطفل من حالته البيولوجية إلى حالته الاجتماعية، مُمكّنةً إياه من التوافق مع المجتمع. وتُعتبر الأسرة مجتمعًا صغيرًا ديناميكيًا يؤدي وظائف حيوية، أهمها: الوظيفة البيولوجية (إنتاج ورعاية الأطفال) والوظيفة الاجتماعية (تنمية الطفل اجتماعيًا وتعليمه السلوكيات الصحيحة، والقيم، والآداب، وحقوقه وواجباته، وتوجيه اختيارات حياته كنوع الطعام والملبس والتعليم والدين والميول السياسية). وتلعب الأسرة دورًا أساسيًا في توجيه سلوك الطفل وتكوين شخصيته، مُهيّئةً إياه للحياة الاجتماعية.