مع إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2021م «عام الخمسين»، لتحقيق قفزات استثنائية تعزِز موقع الدولة عالميًا في قطاع التعليم عبر بناء المستقبل، وتزويد الجيل الجديد بالمهارات والأدوات اللازمة؛ولا شكّ في أنّ بناء المستقبل لا يتمّ من دون التأمل في الماضي، والاحتفاء بإرادة الآباء المؤسّسين في بناء الدولة والجهود التي بُذِلت بعدها؛ لكي تصبح الإمارات أكبر الدول نموًا وتطوّرًا في العالم، ووضع التصوّرات والطموحات في الرحلة نحو المئويّة، وتعزيز الجهود وابتكار المبادرات التي تواكب عالم اليوم المتغيّر؛ لتحقيق مستقبل مشرق للوطن. وتستعد وزارة التربية والتعليم للخمسين سنة المقبلة من خلال وضع نظام تعليميّ يؤسّس لجيل ابتكاريّ ومهاريّ، يُسْهِم في استدامة التطوير والعمل؛ لتحقيق مكتسبات وطنية جديدة، بالإضافة إلى مناهج دراسية تعزز هذا الهدف، وتوفّر بيئة تعليمية ترتكز على التكنولوجيا المتقدّمة، كما تعمل الوزارة على بناء المهارات المستقبلية لأبنائها، من خلال إستراتيجية المهارات المتقدّمة التيوتهدف الإستراتيجية إلى تنمية رأس المال البشريّ وتطويره، وتوجيه الكادر الوطنيّ نحو المهارات المستقبليّة؛ ليتمكّن من التكيُّف مع المتغيّرات المتوقَّعة في سوق العمل، وتحويل التحديات إلى فرص، وتجهيز جيل المستقبل بأعلى المستويات العلمية والاحترافية، من خلال ترسيخ مبدأ التعلُّم مدى الحياة، وتحقيق مُسْتَهْدَفات مئويّة الإمارات 2071م.وفي هذا الإطار انطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي مؤسَّسة تعليمية للدراسات العليا ترتكز على البحوث العلمية، وتهدف إلى تقديم برامج متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعيّ، واستقطاب أهم العقول في هذا المجال إلى الإمارات، وتهدف الجامعة أيضا إلى دعم مسيرة البحث والتطوير العلميّ، ونقل الذكاء الاصطناعي واستخدامه، مثل: شهادات الماجستير والدكتوراه التي ستسهم في دعم الطلاب للوصول إلى المستوى الفكري المطلوب في بيئة حديثة ومتميزة، بما يتناسب مع سعي الوزارة بجهد كبير لتأهيل أبناء الإمارات للالتحاق بهذه الجامعة، والاستفادة من القدرات والإمكانات المتاحة فيها.ولا تكتمل حلقة التطوير من دون البيئة المدرسية المحفِّزة للطلبة؛ إذ تراعي الوزارة في المجمّعات الحديثة التي تبنيها مرونة التصاميم؛ لكي تتمّ الاستفادة منها للخمسين عامًا المقبلة وأكثر، وهي تضمّ مجموعة متعدّدة من المختبرات الحديثة والأماكن المتنوّعة لتفاعل الطلبة بعضهم مع بعضوبناء على كلّ ما سبق فإنّ التعليم العام المستقبلي 2071م سوف يستند إلى منظومة تعليمية عالمية مبتكَرة تعزّز مهارات المستقبل، وتكرِّس مفاهيم المواطنة العالمية والمفهوم الشامل لجودة الحياة، فضلًا عن منظومة تعليمية مستدامة تمكّن التعلم الفردي وترعى الموهوبين، كما تعتمد على بيئة تعليمية بمواصفات تكنولوجية عالمية، وتعليم خاص يعزِّز الشراكة مع القطاع الحكوميّ، ويحافظ على اقتصاد حيوي، ويستند أخيرًا إلى مؤسَّسات تعليميّة خاصّة تقدّم تعليمًا متنوّعًا ومتطوِّرًا وعالي الجودة، ومتوائمًا مع مئويّة الدولة 2071م.